50

Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

مباحث العقيدة في سورة الزمر

خپرندوی

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

ژانرونه

وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ ١. ووجه الدلالة من الآية: أن الله - تعالى - بين أن القول منه وما كان منه فليس مخلوقًا. وروى اللالكائي بإسناده إلى وكيع بن الجراح أنه قال: "من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئًا من الله مخلوق فقيل له: يا أبا سفيان من أين قلت هذا؟ قال: لأن الله ﵎ يقول: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي﴾ ولا يكون من الله شيء مخلوق"٢. وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ﴾ ٣. وجه الدلالة من هذه الآية: أن المخلوقات كلها نافدة وفانية، أما كلمات الله - تعالى - فلا تنفد ولا تفنى ولذلك يقول الباري - سبحانه - عندما تفنى الخلائق كلها لمن الملك اليوم؟ فيجيب ﴿لله الْوَاحِدِ الْقَهَّار﴾ ٤. وروى ابن جرير الطبري بإسناده إلى الحسن البصري في الآية: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ﴾ قال: لو جعل شجر الأرض أقلامًا، وجعل البحور مدادًا وقال: إن من أمري كذا ومن أمري كذا لنفد ماء البحور وتكسرت الأقلام"٥. وقال الرسول ﷺ: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك فأين ملوك الأرض ... " ٦ الحديث.

١- سورة السجدة، آية: ١٣. ٢- شرح أصول السنة لللالكائي ٢/٢١٩. ٣- سورة لقمان، آية: ٢٧. ٤- سورة غافر، آية: ١٦. ٥- تفسير ابن جرير ٢١/٨١. ٦- متفق عليه من حديث أبي هريرة. صحيح البخاري مع الفتح ١١/٣٧٣، صحيح مسلم ٤/٢١٤٨.

1 / 59