Discussions on Creed in Surah Az-Zumar
مباحث العقيدة في سورة الزمر
خپرندوی
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
ژانرونه
وهناك أمور ينبغي أن تعلم نحو أسمائه ﵎:
الأمر الأول:
أن أسماءه - تعالى - لا تدخل تحت حصر ولا يحويها عدد١ لحديث عبد الله بن مسعود ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: "ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وأبدله مكانه فرجًا" ٢.
وأما ما ورد في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "إن لله تسعًا وتسعين اسمًا - مائة إلا واحدة - من أحصاها دخل الجنة" ٣ فليس المراد منه حصر الأسماء وإنما المراد الإخبار بأن من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة، وقد اختلف العلماء في معنى الإحصاء، وأقرب الأقوال إلى الصواب أن المراد بالإحصاء حفظها مع اعتقاد ما دلت عليه والعمل بذلك"٤.
الأمر الثاني:
إن من أسماء الله - تعالى - ما لا يطلق على الرب - سبحانه - إلا مقترنًا بمقابله، إذ لو أطلق عليه وحده أوهم نقصًا - تعالى الله عن ذلك - فمن تلك الأسماء المانع يذكر مع المعطي، والضار يذكر مع النافع، والقابض يذكر مع الباسط، والمذل يذكر مع المعز، والخافض يذكر مع الرافع، فمثل هذه الأسماء تطلق على الله مع ذكر مقابلها٥.
الأمر الثالث:
هناك بعض الأفعال أطلقها - البارئ سبحانه - على نفسه وهي تدل على صفات الله تعالى تليق به، ولا يجوز أن يشتق له أسماء من تلك الصفات.
_________
١- بدائع الفوائد ١/١٦٦.
٢- رواه أحمد من حديث ابن مسعود المسند مع الفتح الرباني ١٤/٢٦٢ - ٢٦٣، قال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجال الحديث رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان. مجمع الزوائد ١٠/١٨٦.
٣- صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٣٧٧، صحيح مسلم بشرح النووي ١٧/٥.
٤- فتح الباري ١٣/٣٧٨.
٥- بدائع الفوائد لابن القيم ١/١٦٧.
1 / 26