Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

Nasser bin Ali Ayed Hassan Al-Shaikh d. Unknown
113

Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

مباحث العقيدة في سورة الزمر

خپرندوی

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

ژانرونه

فابن جرير وابن كثير - رحمهما الله تعالى - اعتبرا الآية عامة في جميع المسرفين في الذنوب من بني آدم، وأنه - تعالى - يغفر جميع ذلك مع التوبة النصوح ولا يجوز لعبد أن يقنط نفسه، أو غيره من رحمة الله - تعالى - ومغفرته اللتين هما من صفات الكمال ولذلك اتصف بهما رب العالمين ﷾. وصفتا الرحمة والمغفرة وردا في كتاب الله تعالى في مواضع كثيرة: قال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ ١. وقال تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ٢. قال العلامة ابن القيم: "وصفات الإحسان والجود والبر والمنة والرأفة واللطف أخص باسم "الرحمن" وكرر إيذانًا بثبوت الوصف وحصول أثره وتعلقه بمتعلقاته "فالرحمن" الذي الرحمة وصفه، والرحيم الراحم لعباده ولهذا يقول تعالى ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ ٣ ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ٤. ولم يجيء رحمن بعباده، ولا رحمن بالمؤمنين مع ما في اسم "الرحمن" الذي هو على وزن "فعلان" من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به. ألا ترى أنهم يقولون: غضبان للممتلئ غضبًا وندمان وحيران، وسكران، ولهفان لمن ملئ بذلك فبناء فعلان للسعة والشمول ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الإسم كثيرًا ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ ٥. فاستوى على عرشه باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم كما قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء﴾ ٦. فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات فلذلك وسعت رحمته كل شيء.

١- سورة البقرة، آية: ١٦٣. ٢- سورة طه، آية: ٥. ٣- سورة الأحزاب، آية: ٤٣. ٤- سورة التوبة، آية: ١١٧. ٥- سورة الفرقان، آية: ٥٩. ٦- سورة الأعراف، آية: ١٥٦.

1 / 122