کتاب الدرایة و کنز الغنایة و منتهای الغایة و بلوغ الکفایة فی تفسیر خمسمائة آیة
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
ژانرونه
فمن ركب دابة أو سفينة ، فلم يذكر اسم الله جاءه الشيطان فبقول له : تغن فإن لم يتغن ، قال له : تمن ، ويوسوس إليه الحاجات الكثيرة ، فينسى ما فرض الله عليه من الذكر، والنسيان مرض .
(وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) .(
(إنما النسيء زيادة في الكفر..) . فمن تاب ، تاب الله عليه .
ذكروا عن عيسى بن مريم عليه السلام في بعض مواعظه :
بحق أقول لكم : يا عبيد الدنيا تحملون السراج بالنهار في نور الشمس العظيم ، ونورها يكفيكم ، وتتركون السراج في الليل المظلم ، وفيه ينبغي حمل السراج لكم .
تعملون للدنيا وأنتم معطوها بغير عمل ، ولا تعملون للآخرة وإنما تعطونها بالعمل والأجر ، إنما أعطاكم الله الدنيا لتبتغوا بها الآخرة ولم يعطيكموها لتشغلكم عن الآخرة ، إنما بسطها لكم لتعملوا بها .
ولم يبسطها لكم لتغفلوا عنها .
إنما أعانكم على العبادة ، ولم يعنكم على الخطايا .
إنما أمركم بطاعته ، ولم يأمركم فيها بمعصيته .
إنما نهاكم عن الحرام ، ولم يحل لكم فيها الحرام .
وإنما وسعها لكم لتواصلوا بها ، ولم يوسعها لكم لتقاطعوا .
بحق أقول لكم : من لا يستعين على حمل شيء كيف يحمله ؟
ومن لا يتوب إلى الله ، كيف يغفر له ؟
ومن لا يغسل قلبه ، كيف ينقيه ؟
ومن لا يتوب من الخطايا ، كيف يقبل منه عمله ؟
ومن يركب البحر بغير سفينة ، كيف ينجو من الغرق ؟
ومن لا يترك المعاصي ، كيف يخلص من الذنوب ؟
ومن لا يتناول طعامه بيده ، كيف يأكله ؟
ومن لا يتواضع لربه ، كيف يعبده ؟
ومن لا يتقي السهم بالترس ، كيف يرده عنه ؟
ومن لا يتقي الذنوب ، كيف يخلص من العقوبة ؟
ومن لا يضرب بسيفه ، كيف يقطع ؟
ومن لا يعمل عملا صالحا ، كيف ينفع نفسه ؟
ومن لا ينظر في المرآة ، كيف ينظر عيب وجهه ؟
ومن لا يخشى العقوبات ، كيف يترك المحارم ؟
مخ ۲۸۲