142

په ادبی او ټولنیزو مذهبونو کې مطالعات

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

ژانرونه

يبدأ المؤلف دراسته للسيطرة الغربية من عصر الرحلات الكشفية، ولكنه يعود بها إلى العصر السابق لهذه الكشوف وهو عصر الحروب الصليبية؛ لأنها فاتحة الاحتكاك بين الغرب والشرق في القرون الوسطى.

فالحملة الأولى من محاولات السيطرة على آسيا تحركت مع الغزوة الصليبية واستمرت معها إلى نهايتها.

وقد انتهت الحروب الصليبية حين شغلت القارة الأوروبية فيما بينها بالمنازعات الدينية وما اقترن بها من النضال العنيف بين سلطان الدين وسلطان الدولة، وتمادت هذه المنازعات بعد زوال الخطر المفاجئ من ناحية الترك منذ فتح القسطنطينية.

وقد تحولت الحملة من الغزوات العسكرية إلى غزوات التبشير والدعوة إلى الإنجيل، فانتشرت بعثات المبشرين في أقطار الشرق من أدناها إلى أقصاها، ولم يمض غير قليل حتى بدأ عصر السيادة الفعلية مبتدئا بالتجارة ومتدرجا منها إلى الاستعمار بقوة السلاح.

سيطرة الاستعمار تتوقف

ودامت سيطرة الاستعمار على أشدها إلى فترة متوسطة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فتوقفت شيئا فشيئا أمام عاملين طارئين من جانب الغرب: أحدهما ظهور أمريكا في ميدان الشرق الأقصى، والآخر عامل الحرب العظمى في سنة 1914، وهي الحرب التي تسمى بالعالمية ويعتبرها الآسيويون حربا داخلية أو حربا أهلية بين الغربيين!

فظهور أمريكا في ميدان الشرق الأقصى كان بمثابة دعوة قوية لكبح مطامع اليابان وألمانيا ، وكلتاهما كانت تطمع في الاستيلاء على أقاليم جديدة من الصين، أو كانت تطمع على الأقل في كسب الامتيازات الاقتصادية على انفراد، وكانت السياسة الأمريكية ترمي إلى الانتفاع بالمزايا العامة المشتركة بين جميع الدول، فدعتهن جميعا إلى التعاهد على سياسة الباب المفتوح بحيث يمتنع الاستيلاء على الأقاليم كما يمتنع احتكار المرافق والامتيازات.

أما الحرب العظمى فقد زلزلت مكانة الاستعمار بين الشرقيين وكسرت وحدته وأبرزته في صورة غير تلك الصورة الرائعة التي تمثل بها زمنا في أعين الآسيويين، وعاد الجنود الوطنيون الذين شهدوا ميادين القتال في الغرب، وقد تزعزعت في نفوسهم ثقتهم «بالصاحب» أو الرئيس، وكاد أن يفقد لديهم ما كان له من الهيبة والوقار.

عوامل غيرت موقف الشرق

والمؤلف القدير يبسط هذه العوامل في نسق جميل وتسلسل دقيق، ثم لا يدعها حتى يقابلها بالعوامل المضادة لها، وهي العوامل التي غيرت موقف الشرق من الغرب، وكان لها أثر فعال في نظرة كل منها إلى الآخر.

ناپیژندل شوی مخ