209

كفر وجحود يستحق قائله الخزي والعذاب الاليم ، وقد لعن الامام اصحاب هذه المقالة كما جاء في بعض مرويات الكافي حول هذا الموضوع.

فقد روى عن منصور بن حازم انه قال : سألت ابا عبد الله (ع) هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالامس؟ فقال : لا من قال هذا اخزاه الله ، قلت أرأيت ما كان ، أرأيت ما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال : بلى قبل ان يخلق الله الخلق.

ومهما كان الحال فلفظ البداء يتحمل المعنيين التاليين ، الاول الظهور والابانة ، ومنه قوله تعالى : « وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ». وقوله : « وبدا لهم سيئات ما كسبوا ».

الثاني تغير الارادة وتبدل العزيمة ، تبعا لتغير العلم وتجدده ، وهو بهذا المعنى لا يجوز بالنسبة إليه تعالى ، ولا يقول به احد من الامامية كما ذكرنا.

والمعنى الاول هو الذي يقصده الشيعة من البداء الذي ، نصت عليه بعض المرويات عن الائمة (ع).

قال الشيخ المفيد في رسالته التي شرح فيها رسالة الصدوق في الاعتقادات : والاصل في البداء هو الظهور ، قال تعالى في سورة الزمر :

« وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون » اي ظهر لهم من افعال الله ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم ، وقال في السورة المذكورة :

« وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم » اي ظهر لهم جزاء كسبهم وبان لهم. واضاف إلى ذلك. ان العرب تقول : قد بدا لفلان عمل

مخ ۲۲۲