213

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

ژانرونه

Diffuse : التي لا يختص بها أشخاص معينون، ولا تتعهدها هيئات منظمة. (ب)

السلطة المتعضية

Organisé : التي يختص بها أشخاص معينون، وتتعهدها هيئات متعضية وفق أنظمة معينة.

إن ما كتبه ابن خلدون عن الوازع في أحياء البدو وحللهم يدل دلالة قاطعة على أنه قد لاحظ «الحكم المنتثر، والسلطة المنتثرة» ملاحظة صريحة، وميزها من «الحكم المتعضي والسلطة المتعضية» تمييزا تاما، وإن لم يسم هذين النوعين بأسماء خاصة.

فإن سلطة المشائخ والكبراء، تلك السلطة التي لا تستند إلى قوة غير «ما وقر في نفوس الكافة لهم من الوقار والتجلة»، تعطينا مثالا من أوضح الأمثلة على «السلطة المنتثرة» التي تختلف اختلافا جوهريا عن السلطة المتعضية، تلك السلطة المنظمة التي تكون بيد الدولة.

كما أن مهمة الذياد التي يقوم بها «الأنجاد والفتيان المعروفون بالشجاعة»، تعطينا مثالا من أوضح الأمثلة على «القوة الحربية المنتثرة» التي تختلف اختلافا جوهريا عن «القوة الحربية المتعضية»، تلك القوة التي تتألف من حاميات الدولة. (4)

إن ما كتبه ابن خلدون عن الوازع في أحياء البدو مهم جدا من وجهة أخرى أيضا؛ لأنه كان قد أكثر الكلام عن الوازع الذي يستند إلى القهر والغلب، ويعمل بالسطوة والشوكة، غير أن ما يقوله هنا يصحح ويتمم ما كان قد قاله في هذا الصدد عدة مرات.

إنه يعلمنا - بهذه العبارات - بأن الوازع والحاكم قد يستند إلى «ما وقر في النفوس من التجلة والوقار»، من غير قهر وغلب أيضا.

يكرر ابن خلدون هذه الملاحظة في عدة مواضع من المقدمة، ويعبر عنها بصراحة تامة في بعض الفصول.

وإذا استعرضنا ما كتبه عن الحكم وأنواعه؛ نجد أنه يميز بين الرئاسة والملك تمييزا دقيقا: «إن الرئاسة إنما هي سؤدد، وصاحبها متبوع، وليس له عليهم قهر في أحكامه، وأما الملك فهو التغلب والحكم بالقهر» (ص139).

ناپیژندل شوی مخ