187

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

ژانرونه

Schulz .

فقد نشر «هاممر» أولا رسالة بالألمانية عن بعض النواحي من تاريخ الإسلام، أشار فيها إلى بعض آراء ابن خلدون، ولقبه بلقب «مونتسكيو العرب»، وبعد ذلك نشر مقالا في المجلة الآسيوية باللغة الفرنسية سنة 1822، عن مقدمة ابن خلدون، استلفت به أنظار المستشرقين إليها قائلا: «إن إصابة المحاكمة وسلامة النقد اللتين تسودان المقدمة، تبهر أنظار كل من يطالعها.»

وأضاف إلى ذلك ما يلي: «قلما يوجد بين المؤلفات الشرقية ما يستحق الترجمة - ترجمة تامة - بقدر تأليف ابن خلدون هذا.»

كان هاممر يشتغل عند ذاك بجمع الوثائق اللازمة لكتابة تاريخه الكبير عن الدولة العثمانية، على أساس مقابلة المصادر الشرقية بالمصادر الغربية، وكان يخالط لذلك رجال الدولة العثمانية في عاصمتها، ويراجع المخطوطات المخزونة في مكتباتها، وقد لاحظ خلال ذلك أن مقدمة ابن خلدون تقرأ هنالك بشغف عظيم، ولا سيما في ترجمتها التركية، فكتب في مقاله المذكور ما يلي: «إن مقدمة ابن خلدون من أهم المؤلفات المنتشرة والمشتهرة في عاصمة السلطنة العثمانية، وهي مما يطالعه جميع رجال الدولة والوزراء، وأمراء الأروام، والتراجمة المثقفين المستخدمين في المصالح المختلفة.»

وتأييدا لرأيه في أهمية هذه المقدمة نشر «هاممر» عناوين الفصول التي تؤلف الأبواب الخمسة الأولى منها، وأظهر أسفه الشديد على عدم عثوره على بابها السادس؛

1

لعلمه بأن هذا الباب كان من أهم المصادر التي استقى منها «حاجي خليفة» المعلومات الكتبية التي دونها في «كشف الظنون».

ولم تمض مدة طويلة على انتشار مقالة هاممر، حتى عقب عليها «غارسن دو تاسي»

Garcin de Tassy

بمقالة، ذكر فيها بأنه وجد في المكتبة الملكية في باريس نسخة كاملة من مقدمة ابن خلدون، ونشر عناوين الفصول التي تؤلف الباب السادس إتماما لما كان نشره هاممر.

ناپیژندل شوی مخ