دراسات عن مقدمة ابن خلدون
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
ژانرونه
بمعنى «المهارة»، في حين أنها تستعمل الآن بمعنى «الصناعة».
إن طبعات روح القوانين مليئة بمثل هذه الشروح التي تدل على مبلغ تطور الكلمات بوضوح تام.
هذا وإذا رجعنا إلى ما قبل تاريخ تأليف الكتاب المذكور؛ وجدنا في معاني الكلمات تغيرا وتباعدا أكثر من ذلك أيضا؛ مثلا إننا نجد في كتاب «الجمهورية»، الذي ألفه «جان بودن» في القرن السادس عشر للميلاد، العبارة التالية:
La monarchie est une forme de république ، وإذا أردنا أن نترجم هذه العبارة وفق مدلولات الكلمات الحالية يجب أن نقول: «إن الملكية شكل من أشكال الجمهورية.» ومن البديهي أن هذه العبارة تكون في منتهى السخافة. وأما الحقيقة في هذا الأمر فهي أن كلمة
Republique
لم تكن قد تخصصت في ذلك العهد بمعنى الجمهورية، بل كانت تدل على «الدولة» بوجه عام. فالعبارة المذكورة يجب أن تترجم لذلك كما يلي: «إن الملكية شكل من أشكال الدولة.»
أعتقد أن الأمثلة التي ذكرتها كافية لإظهار أهمية المبادئ الآنفة الذكر، فلا أرى لزوما للتوسع في هذا الموضوع.
2 (1)
إن أسس «النقد التفسيري» التي ذكرناها آنفا يجب أن تبقى نصب أعيننا على الدوام، حينما نقرأ وندرس مقدمة ابن خلدون.
قد يقال مقابل ذلك أن ابن خلدون كتب التاريخ والمقدمة باللغة الفصحى، والعربية الفصحى لم تتغير وتتطور كما تغيرت وتطورت اللاتينية وسائر اللغات الأوروبية.
ناپیژندل شوی مخ