169

Dictionary of Renowned Poets of Prophetic Praise

معجم أعلام شعراء المدح النبوي

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د ایډیشن شمېره

الأولى

ژانرونه

الرأي، واسع العقل، مولعا بإعتاق العبيد، كارها للرق، اشترى سبعين عبدا وأعتقهم. وقد بورك في نسله، فقال رجاء بن الضحاك: إنه في سنة ٢٠٠ هـ/ ٨١٥ م أحصي ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا. كذا ذكر الجهشياري في كتاب الوزراء. عن خريم بن أوس أنه قدم على الرسول ﷺ ليسلم على يديه، فسمع العباس بن عبد المطلب يقول: «يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك. فقال رسول الله ﷺ: قل لا يفضض الله فاك. فأنشأ يقول [من المنسرح]:
«من قبلها طبت في الظّلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقّل من صلب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأر ... ض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي ال ... نور وسبل الرّشاد تخترق» «١»
١٦٥ العباس بن مرداس السلمي
كان فارسا شاعرا شديد العارضة والبيان، سيدا في قومه، وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان لوالده صنم اسمه ضماد، فلما حضرته الوفاة أوصاه بعبادة هذا الصنم والعناية به، ففعل العباس ذلك، لكن لما ظهر أمر النبي ﷺ سار العباس في تسعمائة رجل من قومه ليفد على الرسول ﷺ، فعلم بأن الرسول ﷺ قد توجه إلى فتح مكة، فلحق به حتى أدركه في منتصف الطريق بين مكة والمدينة فأسلم مع قومه. ثم عاد إلى موقع الصنم ضماد فأحرقه، ورجع إلى النبي ﷺ وأنشده [من الطويل]:
«لعمرك إني يوم أجعل جاهلا ... ضمادا لربّ العالمين مشاركا

(١) ابن كثير، البداية والنهاية ٢/ ٢٤٠- ٢٤١ و٥/ ٢٥؛ الصفدي، الوافي ١٦/ ٦٢٩- ٦٣٣؛ الزركلي، الأعلام ٣/ ٢٦٢.

1 / 198