83

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

مع أني عند شروعي في هذا الإملاء خيل لي أن المرام خطب عسير فجعلت أخطو خطو البطيء المتثاقل، وأنهض نهوض الحسير المتكاسل، لاشتماله على الأسرار الجمة الدثرة(1)، واحتوائه على النكت الغزيرة المتكاثرة، وهو البحر الذي لا يساجل(2)، والجم الذي لا يحافل(3).

وقلت في نفسي: كيف أرد مشرعا ضنك الموارد، صعب المقاصد، يكاد تتضاءل فيه الأحلام، ويضيق فيه المطلب، ويصعب المرام، فشجعت جناني(4)، واستحضرت فكرتي، وصقلت لساني، واثقا بما عند الله لي من الإمداد بالألطاف الخفية، والإعانة بالتوفيقات المصالحية، وكان فيه غرضان:

أحدهما: الإبانة عن عظيم قدر أمير المؤمنين حيث كان سابقا لمن تقدمه، وفائتا لمن تأخر عنه، فعلى مثاله حذا كل خطيب مصقع، وعلى منواله نسج كل واعظ أروع.

مخ ۸۸