دیباج وضی
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
ژانرونه
سؤال؛ كيف قال: غض بصرك، وقد قال من قبل: إنه يرمي(1) ببصره أقصى القوم؟
وجوابه؛ هو أن الغرض بالكف للبصروغضه عن الالتفات يمينا وشمالا وذلك يورث الفشل، فأما رؤية أقصى العسكر فهو خارج عن هذا لما فيه من القوة والثبات(2).
(واعلم أن النصر من عند الله): لأن له القوة والحول والقدرة والبسطة فلا يوجد ذلك من جهة غيره بحال، وقد ضمن هذا الكلام نوعين من أنواع البديع كل واحد منهما له موقع في البلاغة لا يخفى:
أولهما: إتيانه فيما علمه من أدب(3) الحرب بهذه الجمل من غير حرف عطف ، وهو يسمى التجريد، فإن أتى في الصفات فهو تعديد، كقوله تعالى: {التائبون العابدون...}إلى آخرها[التوبة:112]، وإن [كان] (4) أتى في الجمل سمي التجريد، ومثاله قوله تعالى: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري}[النور:35] فحذف الواو من هذه الجمل وجردها منها.
وثانيهما: إتيانه بهذه الآية من القرآن في آخر كلامه، فكانت واسطة لعقدها، ودرة لتاجها، وقمر هالتها، وطراز غلالتها(5).
وله كلام في آية الكرسي ذيله بهذه الآية، فكانت غرة [فيه] (6) ومتميزة عنه، وفي تميز القرآن عن كلامه عليه السلام دلالة على أنه ليس من كلام البشر، إذ كان كلامه في أعلى طبقات الفصاحة، فإذا تميز القرآن عنه دل على ما قلناه.
مخ ۲۱۷