211

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

(11) ومن كلام له عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية لما

أعطاه الراية يوم الجمل

(تزول الجبال ولا تزل): شبه رسوخ قدمه في نفوذ البصيرة وتحقق الأمر بثبوت الجبال ورسوخها.

(عض على ناجذك): النواجذ ليس هي الأنياب، وللإنسان منها أربعة، وإنما هي الأرحاء(1) آخر ما ينبت، وعدتها ست عشرة رحا، ويقال: إنها أسنان الحلم، وفي الحديث: ((ضحك رسول الله حتى بدت نواجذه))(2)، يريد أنه استغرق في ضحكه، وجعلها هاهنا كناية عن الصبر عند تحمل المكاره، وأعظمها(3) هو بذل الروح في سبيل الله.

(أعر الله جمجمتك): الجمجمة هي: تدويرالرأس.

سؤال؛ لم قال ها هنا: أعر الله، ولم يقل: هب من الله، والهبة أدخل في الملك من العارية؟

وجوابه؛ هو أن الغرض [هاهنا إنما هو الجودة والسماحة لله تعالى بالنفس، ولا شك] (4) أن نفس الإنسان بالعارية أسمح؛ لأنها عن قريب تعود إليه، بخلاف الهبة فإنها تملك عليه فلهذا شبهها بالعارية مبالغة في السماحة والبذل لها.

(تد في الأرض قدمك): وتد الوتد إذا ضربه في الأرض، والأمر من ذلك هو قولنا: تد، وأصله اوتد ذهبت الواو حملا له على المضارع، لأن الأمر والمضارع يتقاربان، وذهبت همزة الوصل لأجل تحرك عين الكلمة فاستغني عنها، وغرضه إجعل قدمك كالوتد المضروب على الأرض فلا يزول أبدا.

(إرم ببصرك أقصىالقوم): لأن من رمى ببصره أقصى العسكر فإنه لاينتهي دون الوصول إلى أقصاهم، ومن كان همه إدراك أولهم نكص عن(5) بلوغ آخرهم.

(وغض بصرك): عن الالتفات يمينا وشمالا، فإن ذلك يكون أثبت للجأش وأقرب إلى الطمأنينة.

مخ ۲۱۶