دیباج وضی
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
ژانرونه
(10) ومن خطبة له عليه السلام
(ألا وإن الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خيله ورجله): حزب الرجل: أصحابه وأعوانه، والأحزاب: الطوائف والجماعات، والخيل: الخيالة، والرجل: اسم جمع كالصحب والركب.
سؤال؛ ما يريد بقوله: إن الشيطان قد أجلب بالخيل والرجالة؟
وجوابه؛ أنه يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون ذلك مجازا، وارد(1) على جهة التمثيل، مثلت حالته في تسلطه عليهم بالإغواء واستيلائه عليهم بمنزلة من أغار على قوم، وصاح عليهم وأجلب عليهم بخيله ورجله، حتى استأصل شأفتهم وقطع دابرهم.
وثانيهما: أن يكون مريدا لحقيقة ذلك، وأن يكون الشيطان له خيل ورجالة يقهر بها ويغلب.
(وإن بصيرتي لمعي): البصيرة: الحجة، واشتقاقها من البصر؛ لأن الإنسان يميز بها بين الحق والباطل كما يميز ببصره بين الأشياء كلها، ويدل على ذلك أني.
(ما لبست على نفسي): فأكون غاشا لها وخادعا وغارا(2) في ارتكاب الخطأ بالتأويلات الباطلة والشبهات الكاذبة.
(ولا لبس علي): ولا خدعني غيري بالانقياد له، والمتابعة له لقوله.
(وايم الله): الأصل في هذا ايمن الله، وهي جمع يمين، والهمزة فيه همزة وصل عند سيبويه، ولم تفتح الهمزة إلا هاهنا، وفي الهمزة مع لام التعريف.
وقال الفراء: إنها همزة قطع، ورفعه على الابتداء، وخبره محذوف، وتقديره: أيمن الله قسمي(3).
(لأفرطن لهم(4) حوضا أنا ماتحه): فرطت القوم أفرطهم إذا سبقتهم إلى الماء.
مخ ۲۱۴