203

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

(بل اندمجت على مكنون علم): اندمج في الشيء إذا دخل فيه وتغطى به، وكننت الشيء وأكننته إذا سترته، والمعنى في هذا هو أن العلم مندمج في صدره قد استولى عليه.

(لو بحت به): باح بالسر وأباحه إذا أظهره.

(لاضطربتم): تحركتم حركة بعنف وشدة.

(اضطراب الأرشية): اضطرابا يشبه اصطكاك الأرشية، وهي الحبال الطويلة.

(في الطوي البعيدة): الطوى: البئر، وفعيلة ها هنا بمعنى مفعولة، والمقصود من هذا [هو] (1) أني لو أظهرت لكم مكنون علمي لفشلتم، ولا ضطربت عقائدكم وتزلزلت، كما قال عليه السلام في بعض كلماته: (لو شئت أن أخبر كل واحد منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا برسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم]) (2).

سؤال؛ ما وجه الملائمة بين قوله: بل اندمجت على مكنون علم، وبين قوله: والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الصبي حتى أورده على إثره، وبينهما تنافر كما ترى؟

وجوابه؛ إن هذا من باب الاستطراد، وله في البلاغة موقع عظيم، وهو أن يخرج من كلام إلى كلام آخر مغاير للأول، ألا ترى أنه ها هنا بينا هو يتكلم في أنسه بالموت إذ قد خرج إلى ذكر حاله في العلم، وهذا من غريب البلاغة وبديعها، ونظيره قوله تعالى: {أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}[فصلت:39] ثم قال بعد ذلك(3): {إن الذي أحياها لمحيي الموتى}[فصلت:39] فبينا هو يدل على عظم(4) قدرته بإنزال الغيث واهتزاز الأرض، إذ خرج إلى ذكر إحياءه الموتى، وليس لأحدهما تعلق بالآخر، وكم في كلامه من معنى بديع، وسرعجيب كما ترى.

مخ ۲۰۸