194

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

(كيف يراعي(1) النبأة من أصمته الصيحة): النبأة: الصوت الخفي، والصيحة هي: الصوت العظيم، ولايدرك الأخفى مع الصوت العظيم، وهذا كلام خارج مخرج التعجب، ولهذا صدره بكيف، ومراده من ذلك هو أن من لم يكفه في فضلي على غيري ما يعرفه من قرابتي من رسول الله، وما يقرع سمعه من أخباره في فضائلي، وكمال علمي، وبما كان من الرسول [صلى الله عليه وآله وسلم] (2) في إبانة فضلي في المشاهد المختلفة والمواقف العظيمة فلا يؤثر في حاله شيء آخر غير ذلك.

(ربط جنان لم يفارقه الخفقان): الربط هو: الشد على الشيء، قال الله تعالى: {وربطنا على قلوبهم}[الكهف:14]، والجنان هو: القلب، والخفقان: حركة القلب والريح، وهو: اضطرابهما، وهذا الكلام خارج على جهة الدعاء، ومعناه ربط الله كل جنان لا يفارقه الخفقان، وفيه تعريض بأصحابه الذين يخاطبهم في عدم سكوتهم إلى ما يقول، وانشراح صدورهم إلى معرفة حقه، وامتثال أوامره، ولهذا قال لهم عقيب هذا(3).

(ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر): الغدر هو: ترك الوفاء، ومراده من ذلك ذم أصحابه بأن دوام انتظاره لهم ليس لخير يرجوه منهم أصلا، وإنما يرتقب الغدر منهم، وترك الوفاء بما يتوجه [من حقه] (4).

(وأتوسمكم بحلية المغترين): أتفرس في أحوالكم كلها فوجدتكم(5) متحلين بحلية المغترين المخدوعين بالأماني الباطلة والتسويفات الكاذبة.

(سترني): غطاني.

مخ ۱۹۹