190

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

(ولا على سغب مظلوم): السغب: الجوع، قال تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة}[البلد:14] أي مجاعة، والمعنى في هذا أي لا يصبروا على إمتلاء الظالم وأكله من الأموال الحرام، وجوع المظلوم بأخذ ماله، وهذا ما(1) يهز الأعطاف ويحرك الدواعي في حق العلماء وأئمة الدين في الإنكار على الظلمة، بتكدير لذاتهم وتغيير شهواتهم رضآء لله وتقربا إليه، كما كان منهعليه السلام في ذلك.

(لألقيت): هذا هو جواب القسم، وما قبله كلام عارض بين القسم وجوابه لفائدة جليلة قد رمزنا إليها.

(حبلها على غاربها): الغارب من الجمل هو: مقدم سنامه، وهو من الفرس المنسج والحارك والكاهل، وهو من الإنسان المنكب.

وقوله: ألقيت حبلها على غاربها، كناية عجيبة عن ترك الأمر(2) وإهماله، ونظيره في الكناية: فلان كثير رماد القدر إذا كان كريما، وفلان رحب المقلد إذا كان طويلا، فحقائق هذه الأمور معروفة، ولكنهم وضعوها كناية عما ذكرناه، وقد عدها بعضهم من المجاز كالاستعارة، وهذا فاسد فإنها دالة على معناها الذي وضعت من أجله في الأصل(3) وما هذا حاله، فليس مجازا أصلا.

(ولسقيت آخرها بكأس أولها): لفعلت الآن في الترك والإعراض مثل ما كان مني من قبل، ولكن ما وسعني عند الله إلا القيام بأمر الله، وإظهار شعار الدين وحكمه.

(ولألفيتم(4)): جواب القسم أيضا، ومعناه لو جدتم.

(دنياكم هذه): عاجلتكم هذه المذمومة.

(عندي): في نفسي وضميري.

(أزهد): أقل وأحقر.

مخ ۱۹۵