189

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

وجوابه؛ هو: أن التغاير فيها أكثر ما يأتي مقدرا، وتقديره ها هنا والله لقد سمعوها ووعوها، ولكن ما فعلوا ما يقتضيه حكم الوعي والسماع؛ لإكبابهم على الدنيا وزينتها، وإعراضهم عن الآخرة ونعيمها، وفي كلامه هذا دلالة على أن من نكث بيعته ومرق عنه وفسق ما كان إلا طامعا(1) في عاجل الدنيا وما(2) كان عن بصيرة، ولا ارتياء في فكرة، ولا طلب روية.

(أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة): أما هذه مخففة، وهي(3) للتنبيه، وفلق الحبة: شقها نصفين(4)، كما قال تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى}[الأنعام:95].

وبرأ: خلق، ومنه البرية، والنسمة: هي النفس، وخلاف العقلاء في ماهية النفس فيه خبط عظيم، وقد ذكرناه في الكتب العقلية.

(لولا حضور الحاضر): يعني وجود(5) الناصرين، وأراد أن قعوده في أول الأمر ما كان إلا لفقد الأنصار والأعوان، واليوم هم حاضرون فلا عذر لي في التأخر(6) عن نصرة الدين.

(وقيام الحجة بوجود الناصر): وأن حجة الله تعالى قد قامت في إحياء الدين، وإشادة ما اندرس من معالمه وحججه.

(وما أخذ الله على العلماء): عطف على قوله: لولا حضور الحاضر، وما أخذ الله علىالعلماء من الميثاق حيث قال: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}[آل عمران:187].

(أن لا يقاروا): يصبروا.

(على كظة ظالم): الكظة بالكسر: اسم لما يعتري الإنسان من كثرة الأكل، ومن رواه بالفتح فإنما هو المرة الواحدة كالضربة، والكسر فيه أفصح(7) كالبطنة.

مخ ۱۹۴