180

دیباج وضی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

ژانرونه

بلاغت

(إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم): الأصل في تقحم تتقحم(1) لكن حذف أحد(2) التائين على جهة التحقيق، يقال: أشنق لبعيره وأشنقه يتعدى ولا يتعدى، وإما أرخى لها رسنها(3) مع صعوبتها، فإذا فعل ذلك تقحمت عليه ولم يملكها وأسلس لها إذا أرخى زمامها، وسلس بوله وأسلسه يتعدى بكل حال، وإنما قال: أسلس لها، والقياس فيه التعدية ليطابق قوله: أشنق لها، لما كان فيه الأمران(4) التعدية وتركها، وهذا الكلام يعني به عمر، وهو المراد بقوله: فصاحبها، والمعنى في هذا هو أنه لما صارت الخلافة إليه كان في معاملته للناس بين أمرين: إما حمل الناس على المكروه، وعلى خلاف ما يريدونه، أدى ذلك إلى فسادهم وتظالمهم، وإما تركهم وآراءهم أدى ذلك إلى بطلان أمره وفساده بتقحمهم عليه، وإنما حملناه على هذا ليكون المثال(5) مطابقا لممثوله في ركوب الصعبة التي أوردها، فلما عهد إليه أبو بكر في الخلافة وصيرها فيه:

(فمني الناس -لعمر الله-): ابتلي الناس في تلك المدة، ولعمر الله قسم، وهو مرفوع على الابتداء، وخبره قسمي وهو محذوف، ومعناه البقاء والدوام، يقال: عمر الرجل يعمر عمرا وعمرا إذا عاش طويلا، فكأنه قال: أحلف ببقاء الله ودوامه.

(بخبط): سير على غير طريق.

(وشماس): شمس الفرس إذا منع صاحبه عن الركوب، والغرض من هذا هو أنهم عدلوا عنه فخبطوا في غير طريق وحالوا بينه وبين حقه ومنعوه، ولهذا قال: بخبط وشماس يشير به إلى ما ذكرناه.

مخ ۱۸۵