دیباج وضی
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
ژانرونه
أما أولا: فلما عليهم من المنة به باصطفاء الرسول ودعاؤه لهم إلى الإسلام، فإن هذه منة لاتشبه المنن، ونعمة لاتشبه النعم.
وأما ثانيا: فلما كان من رسول الله من المن يوم الفتح، وإطلاقهم عن الرق والأسر والقتل، حيث قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))(1)، فمن هذه حاله لا يقاس بهم غيرهم، وكيف يقاس بهم غيرهم، والمشابهة من جميع الوجوه منتفية فلا وجه إذن للمقاسة، إذ لا بد لحقيقة القياس من أن تقع علية، تكون(2) مستندة إليه.
(هم أساس الدين): قواعده التي عليها يبنى، وإنما كرر ذكر الضمير وهو قوله: هم، لما فيه من مزيد الاختصاص، كأنه قال: لايختص بهذه الصفات سواهم، وهذا كقوله تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا}[النجم:43-44]، فكرر الضمير دالا به على أنه لا يختص بهذه الأمور إلا هو.
(وعماد اليقين): العماد: جمع عمد، وهي: الأخشاب التي يشد إليها حبال الأخبية.
(إليهم يفيء الغالي): إنما قدم الضمير لما فيه من الإيهام بذكرهم فاء إذا رجع، والغالي هو: الذي يزيد في الشيء ويكثر منه، كقوله تعالى: {لا تغلوا في دينكم}[النساء:171]، كما غلت النصارى في عيسى فاعتقدوه إلها، ومعناه أن الغالي يرجع إليهم لما يأخذ من البصيرة فيرجع عن غلوه.
مخ ۱۷۲