ځو النورین عثمان بن عفان
ذو النورين عثمان بن عفان
ژانرونه
وعهد إليه النبي
صلى الله عليه وسلم
في السفارات التي يخشى خطرها، فلما كانت حملة الحديبية التي تأهب فيها النبي لدخول مكة دعا بعمر ليبعثه إلى رؤساء عشائرها، فقال عمر: «إن قريشا تعرف عداوتي إياها وغلظتي عليها، وليس بين القوم أحد من بني عدي ينتصر لي، فلو بعثت يا رسول الله عثمان إليهم فهو بينهم أعز مني» وقد بعثه النبي فلم يسلم من سفاهة السفهاء، ولم يمنعهم أن يبطشوا به لولا أن تصدى لهم ابن عمه أبان بن سعيد بن العاص، وشاع يومئذ في معسكر المسلمين أن المشركين قتلوه، وكانوا قد احتبسوه ثلاثة أيام يتشاورون في أمره، فلما دعا النبي جنده إلى بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة، وضع يده اليمنى على يده اليسرى وهو يقول: هذه بيعة عثمان. «اللهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك.»
وسيأتي من أمر الدعوة على عثمان أنهم كانوا يحسبون عليه أنه لم يشهد بدرا ولم يشهد يوم البيعة، ولا لوم عليه في المرتين ولا سيما التخلف عن بيعة الشجرة؛ إذ كان قد تخلف فيما هو أخطر وأعسر من حضور المبايعة كما حضرها سائر الصحابة، وهذه وما تقدمها من حديث يونس بن خباب بعض أفانين التهم التي تخلقها الفتنة، ويعلم بطلانها القائل قبل المستمع إليها. •••
ومن المهام التي اختصه النبي بها أنه كان يكتب له الوحي عند نزوله، وكان عليه السلام يناديه متحببا، ويقول له وهو يملي عليه: «اكتب يا عثيم» واستخلفه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع، وأرسله إلى اليمن مستطلعا حين كانت إمارتها إلى علي، وكاد أن يفرده بالعمل فيما نسميه اليوم أمانة السر أو الكتابة الخاصة، وهي أمانة يضطلع بها من يوثق بصدقه وكياسته ولطف أدائه لما يؤتمن عليه من رسالة أو سفارة.
لا جرم يروي عنه أبو عبد الله الجبيري في رواية راجحة أنه كان موضع سر النبي في مرضه عليه السلام، وفي هذه الرواية ينقل عن السيدة حفصة أنها حادثت السيدة عائشة تذكرها بما كان من هذه المسارة فقالت: «إني كنت أنا وأنت عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فأغمي عليه، فقلت لك: أترينه قد قبض؟ فقلت: لا أدري، ثم أفاق فقال: افتحوا له الباب، فقلت لك: أبوك أو أبي؟ فقلت: لا أدري ففتحنا فإذا عثمان، فلما رآه النبي
صلى الله عليه وسلم
قال: ادنه، فأكب عليه فساره بشيء ما ندري ما هو، ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك؟ قال: نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي، ثم أمره فانصرف.»
ناپیژندل شوی مخ