قد لا تتساوى جميع الفصول الاثني عشر في الحجم؛ فهناك فصول يصل عددها إلى ثلاثين صفحة، وأخرى تظل في نطاق العشر صفحات. كان الحرص دائما على إبقاء التوازن الكمي بين الفصول، ولكني لم أستطع؛ فهناك فصول طويلة بطبعها لأن الموضوع يستحق الطول، مثل الفصل الثالث «الحب العذري»، وهناك فصول قصيرة، مثل الفصل الحادي عشر «ضرورات الجسد» والفصل الثاني عشر والأخير «مثوى أخير أم بداية جديدة».
وقد تكون هناك أخطاء نحوية وذلك طبيعي؛ لأن الذكريات استرسال طبيعي للكلام، ولا يتضمن مراجعة للنحو. فإذا ظهرت أخطاء نحوية فإنها تكون أقرب إلى العادة والعرف مثل «أبو الخير» فإنها لا تكون «أبي الخير» إذا كانت مضافا إليه أو سبقها حرف جر، أو «أبا الخير» إذا كانت مفعولا به. فاسم «أبو الخير» استعصى على التصريف. ويحدث ذلك ليس من المؤلف وحده بل أيضا من «السكرتارية» اعتمادا على مراجعة شيخ في اللغة العربية في المطبعة التابعة لدار النشر.
وقد يكون بالنص أخطاء مطبعية لا يلتفت إليها مراجع المطبعة الذي تكون مهمته مراجعة الأخطاء المطبعية، وهذا يحدث في كل كتاب مطبوع، وفي كل المطابع، وفي كل دور النشر؛ لذلك تضاف أحيانا في آخر الكتاب صفحة لتصويب الأخطاء المطبعية.
والنقد الذاتي يسبق نقد الآخر؛ فالاعتراف بالحق فضيلة، وحسن النية مع الذات أفضل من سوء النية تجاه الآخر. والمصلحة العامة بين الأنا والآخر أفضل من مصلحة الآخر الخاصة. وصداقة مؤقتة خير من نفاق دائم.
وفى النهاية تبقى الذكريات الشهادة الصادقة على التاريخ.
ناپیژندل شوی مخ