بلغنا أن موسى النبي وإدريس عليهما السلام دعوا بهذه الأربعين اسما، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بها، وأن الحسن بن الحسن طلبه الحجاج بن يوسف فدعا بهذه الأسماء فصرف عنه: سبحانك (1) يا الله يارب كل شيء ووارثه، يا الله الإله الرفيع جلاله، يا الله المحمود في كل شيء فعاله، يا الله يارحمن كل شيء وراحمه، يا الله ياحي حين لاحي في ديمومية ملكه وبقائه، يا الله ياقيوم لايعزب عنه شيء علمه ويؤوده، يا الله ياواحد يا أول كل شيء وآخره، يا الله يادايم بغير زوال ولافناء لملكه، يا الله ياصمد في غير شبه ولاشيء كمثله، يا الله ياوتر فلاشيء كفوه ولامداني لوصفه، يا الله ياكبير أنت الذي لاتهتدي كل (2) القلوب لعظمته، يا الله ياباريء كل شيء بلا مثال خلا من غيره، يا الله ياكافي الواسع لما خلق من عطايا فضله، يا الله يانقي من كل جور لم يرضه ولم يخالطه فعاله، يا الله ياحنان أنت الذي وسعت كل شيء رحمته، يا الله يامنان ذا الإحسان قد عم كل شيء منته، يا الله ياديان العباد وكل شيء يقوم خاضعا لرهبته، يا الله ياخالق من في السموات ومن في الأرض وكل شيء إليه معاده، يا الله ياتام (3) فلاتصف الألسن كل جلال ملكه وعزه، يا الله يامبتديء البدايع لم يبتغ في إنشائها عونا من خلقه، يا الله ياعلام الغيوب لايؤده شيء من حفظه، يا الله يامعيد ما أفنى إذا برزت الخلائق لدعوته من مخافته، يا الله ياحكيم (4) ذا الأناة فلاشيء يعادله، يا الله ياجميل الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه، يا الله ياعزيز المنيع الغالب على أمره فلاشيء يعادله، يا الله المتعال القريب في علو ارتفاعه، يا الله ياجبار الملك على كل شيء بقهر عزيز سلطانه، يا الله يانور كل شيء أنت الذي انفلقت الظلمات بنوره، يا الله ياقدوس الظاهر من كل شيء فلاشيء يعادله، يا الله ياقريب دون كل شيء قربه، يا الله ياعلي الشامخ فوق كل شيء علوه وارتفاعه، يا الله ياجليل المتكبر على كل شيء والعدل والصدق أمره، يا الله ياحميد فلاتبلغ الأوهام كل شأنه ومجده، يا الله يابديع البدائع ومعيدها بعد فنائها بعائدته، يا الله ياعظيم ذا الثنا الفاخر والعز والكبرياء فلايذل عزه، يا الله ياكريم أنت الذي ملأ كل شيء عدله، يا الله ياعجيب كل آلائه وثنائه، يا الله ياخالق الخلق ومبتدعه ومغني (1) الخلق ووارثه، ياالله يارحيم كل صريخ وكل مكروب وغياثه ومعاده، يا الله ياقاهر البطش الشديد الذي لايطاق انتقامه.
ثم يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، وأبتغي إليك ابتغاء التائب الفقير، وأتضرع إليك تضرع الضرير وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، أسألك مسألة من خضعت لك رقبته، ورغمت لك أنفه، وعفر وجهه، وسقطت لك ناصيته، وانهملت لك دموعه، وفاضت إليك عبرته، وأغرقته خطاياه، وفضحته عبراته، وظلت عنه حيلته، وذهبت عنه قوته، وانقطعت عنه حجته، وأسلمته ذنوبه، أسألك الهدى وأفضل الشكر في النعماء، وأحسن الذكر في الغفلة، وأشد التذرع في الرغبة، وأبكى العيون في الخشية.
*****
(11) باب الاستغفار
مخ ۱۱۵