أبصرني بِموضع الدَّاء وَمَوْضِع الدَّوَاء إِن أعانني مِنْهُ بمعونة ثمَّ قَالَ أَنْتُم الدَّاء أرى وُجُوه قوم لَا يخَافُونَ متهاونين بِأُمُور الْآخِرَة
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن شَاذان يَقُول سَمِعت حَمْزَة الْبَزَّار يَقُول سَمِعت عَبَّاس بن دهقان يَقُول كنت عِنْد بشر وَهُوَ يتَكَلَّم فِي الرِّضَا وَالتَّسْلِيم فَإِذا هُوَ بِرَجُل من المتصوفة فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا نصر انقبضت عَن أَخذ الْبر من يَد الْخلق لإِقَامَة الجاه فَإِن كنت متحققا بالزهد منصرفا عَن الدُّنْيَا فَخذ من أَيْديهم ليمتحى جاهك عِنْدهم وَأخرج مَا يعطونك إِلَى الْفُقَرَاء وَكن بِعقد التَّوَكُّل تَأْخُذ قوتك من الْغَيْب
فَاشْتَدَّ ذَلِك على أَصْحَاب بشر فَقَالَ بشر اسْمَع أَيهَا الرجل الْجَواب الْفُقَرَاء ثَلَاثَة فَقير لَا يسْأَل وَإِن أعْطى لَا يَأْخُذ فَذَاك من الروحانيين إِذا سَأَلَ الله أعطَاهُ وَإِن أقسم على الله أبر قسمه
وفقير لَا يسْأَل وَإِن أعْطى قبل فَذَاك من أَوسط الْقَوْم عقده التَّوَكُّل والسكون إِلَى الله تَعَالَى وَهُوَ مِمَّن تُوضَع لَهُ الموائد فِي حظيره الْقُدس
وفقير اعْتقد الصَّبْر ومدافعة الْوَقْت فَإِذا طرقته الْحَاجة خرج إِلَى عبيد الله وَقَلبه إِلَى الله بالسؤال فكفارة مَسْأَلته صدقه فِي السُّؤَال فَقَالَ الرجل رضيت رَضِي الله عَنْك
٥ - وَمِنْهُم سري بن الْمُغلس السَّقطِي كنيته أَبُو الْحسن
1 / 51