وحج، وروى بالإسكندرية عن أبي الحزم مكي بن أبي الطاهر بن عوف وأبي الطاهر السلفي وأبي عبد الله الكركنتي وابن أخته أبي محمد عبد السلام وأبي القاسم بن جارة، وقفل إلى الأندلس فروى عنه بنو حوط الله الأخوان: أبو محمد وأبو سليمان، وأبو عمر وأبو القاسم ابنا أبي محمد، وأبو عمرو سالم وأبو القاسم عبد الرحمن ابنا سالم، وأبو محمد ابن القرطبي، ثم تحول إلى فاس فروى عنه بها أبو البقاء يعيش بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني ابن الطويل.
وكان فقيهًا حافظًا، شاعرًا محسنًا، ماهرًا في الحساب عارفًا بفرائض المواريث، وعلم بهما طويلًا بفاس، ذاكرًا تواريخ الصالحين وأخبارهم؛ ومصنفاته في ذلك كله جليلة نافعة منها: " لباب (١) اللباب في بيان مسائل الحساب " وكتاب " الزاهر في المواعظ والىداب ". وكف بصره قديمًا - نفعه الله - ثم عاد إلى المشرق فجاور بمكة - كرمها الله - إلى أن توفي في محرم أحد وستمائة.
٦٥١ - علي بن محمد بن الفضل المعافري (٢): أبو الحسن؛ كان كاتبًا بارعًا، شاعرًا مجيدًا، حسن الخلق كريم الشمائل، لوذعيًا نظيف الملابس، جميل العشرة، وكان بينه وبين أبي البحر صفوان ابن إدريس وغيره من أدباء عصره مكاتبات ظهر فيها نبله وبراعة مآخذه وإجادته. وحضر وقتًا متنزهًا إشبيلية في طائفة من
(١) هامش ح: ابن الآبار: لب.
(٢) ترجمته في المغرب ٢: ٢٨٦ (وموشحاته ٢: ٢٨٨) واختصار القدح: ١٠٨ وأزهار الرياض ٢ك ٢١١ وزاد المسافر رقم: ٣١.