بالإجازة جماعة منهم: أبو الحسن بن مؤمن وأبو عبد الله بن عبد الرحيم.
وكان من جلة المقرئين المجودين، ذا حظ وافر من رواية الحديث، زاهدًا فاضلًا خيرًا مأثور الكرامات، مشهورًا بلإجابة الدعوات، كريم الطباع سري الهمة، في غاية من التقشف والتخامل والتزام سنن الصالحين والجري على مناهجهم والإقتفاء بسبيلهم، والإكباب على ما يعنيه من تدريس العلم ونشره، قليل المخالطة للناس، وكان خطيبًا بجامع غرناطة وصاحب الصلاة به؛ وغزا بلاد العدو غزوات كثيرة على قدميه ابتغاء الأجر؛ قال أبو عبد الله بن الصقر: سمعته ﵀ يقول: كنت في أحد (١) الغزوات ونحن خارجون من بلد العدو على مقربة من بلد الإسلام في موضع قفر، ومعي رفيق لي، وقد أدركني من الضعف والأعياء ما لم أقدر معه على الحركة والمشي حتى سقطت على الأرض، فقال لي رفيقي: قم فأنهض فأن هذا موضع مخوف ولا نأمن ما يلحقنا فيه من شذاذ العسكر وسفهائهم أو من أتباع يكون من النصارى لنا، فقلت له: لا أقدر على ذلك بوجه إلا لو أكلت شيئًا من لحم، فقال لي رفيقي: أو موضع لحم هذا، ومن أين يوجد؟ فقلت: لعل الله ييسره لنا، فجعل صاحبي يلتفت يمينًا وشمالًا خيفة ما يلحقنا مما ذكره، وبالقرب منا صخرة عظيمة، فنظر إليها صاحبي فإذا عليها شيء يضطرب، فنهض إليها وإذا هي حجلة قد نشبت في شيء من الشعراء فلم تستطع التخلص منه، فقبض عليها صاحبي وذكاها واخرج زنادًا كانت عنده