سيما في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» الذي هو أس كتبه ومنجمها ، فقد عنيت به ، خاصة بعد أن وفقنا الله لتحقيقه تحقيقا علميا قائما على جميع نسخه المتوفرة في عالم المخطوطات تقريبا ، ومنها عشر مجلدات بخطه ، منها المئة السابعة ، وهي مما تناولها تاريخ ابن الدبيثي. فضلا عن مقابلة النص «بالمختصر المحتاج» الذي وصل إلينا كاملا بخط مختصره الذهبي.
وقابلت النص بما بقي من «التاريخ المجدد لمدينة السلام» لمحب الدين ابن النجار البغدادي المتوفى سنة 643 ه ، وقد تقدم قول السخاوي أنه سلخ كتاب ابن الدبيثي ووضعه في كتابه ، ولم أقتصر في الاعتماد على الطبعة الهندية المليئة بالتصحيف والتحريف ، وإن أحلت عليها في بعض الأحيان ، فعندي النسخ الخطية مما وصل إلينا منه وهما مجلدا الظاهرية وباريس. كما عنيت بما انتقاه شهاب الدين أحمد بن أيبك الحسامي المتوفى سنة 749 ه وسماه «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» الذي حققه تلميذي النجيب محمد مولود خلف بإشرافي ، ونشرته مؤسسة الرسالة ببيروت.
كما عنيت بمقابلة النص بما نقله العلامة زين الدين ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 ه في كتابه القيم «ذيل طبقات الحنابلة» ، والمعروف عن ابن رجب الدقة في نقوله والتحري الشديد فيما يكتب ، ومقابلة النصوص بمثيلاتها من الموارد الأخرى ، فوفر لنا كل ذلك مادة غنية.
* (6)
أما التعليق على النص فلطالما نبهت على أنه مسؤولية تاريخية وأدبية وعلمية ، فهو يعكس ثقافة المحقق والطرائق التي يتبعها في التحقيق ، فضلا عن خبرته في موضوع الكتاب المحقق وقدرته على فهم غوامضه والكشف عن خباياه بعد مراعاة طبيعة الكتاب ونوعية المستفيدين منه.
وقد راعينا جملة أمور عند تعليقنا على هذا الكتاب نجملها بما يأتي :
أذكرنا لكل ترجمة جملة من المصادر المفيدة التي تعين المحقق على
مخ ۱۳۴