125

ذيل تاریخ بغداد

ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي

ژانرونه

أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ، ونشرته دار الغرب الإسلامي سنة 2001 م في سبعة عشر مجلدا ، حبب إلي الصديق العالم الأستاذ الحبيب اللمسي حفظه الله وعافاه أن أكمل ذيول هذا التاريخ العظيم ، فتوجهت همتي مجددا إلى مشروعي القديم بعد أن تهيأت الأسباب ، فأكملت نسخ الكتاب وأعدت مقابلته على النسخ التي تجمعت عندي ، وبدأت بتحقيقه في مدينة عمان البلقاء بعد هجرتي إليها حين استولى العدو المخذول على مدينة السلام بغداد ، مع شحة الموارد التي بين يدي إذ لم أتمكن إلى اليوم من نقل خزانة كتبي إلى دار هجرتي إلا القليل منها مما يحمله تلامذتي النجب وأصدقائي الأوفياء عند قدومهم إلى عمان حرسها الله تعالى ، فكنت أتتبع المصادر الأصلية شيئا فشيئا. فضلا عما أعانني به صديقي الوفي الأستاذ اللمسي ، فما طلبت منه كتابا إلا ووافاني به حرصا منه على دوام العمل ورجاء تخفيف الأعباء ، فكان أبدا حاوي قصبات وسباق غايات ، جزاه الله خير الجزاء.

* (3)

وأول ما عنيت به تنظيم النص كما هو متعارف عليه في عصرنا من حيث بداية الفقرات ، ووضع النقط عند انتهاء المعاني ، والفواصل التي تؤدي إلى فهم النص وتظهر دلالاته وتجليها واضحة بينة.

وبداية الفقرات من أكثر الأمور أهمية في تنظيم النص ، ذلك أن الفقرة وحدة مستقلة ذات فكرة واحدة ، ومرتبطة بالسياق العام لمجموع النص ، لا سيما في التراجم وصياغتها ، فعناصر الترجمة يتعين أن تكون وحدات مستقلة ، كما أن النقل عن كل مورد ينبغي أن يأخذ حيزا مستقلا يبدأ ببدايته وينتهي عند الانتهاء منه. ومعلوم أن معرفة الانتهاء من النقل عن مورد ما تكتنفه صعوبات جمة عند غياب ذلك المورد أو عدم وصوله إلينا ، فاختلاط المنقول بقول المؤلف قائم ، وهو يحتاج إلى طول بال وأناة وسعة معرفة بالموارد والأساليب ، وقد نلنا ، من طول المعاناة ، بعض معرفة بها أعانتنا على ذلك.

مخ ۱۳۱