تفريط فى إذاعة سر عاد بوبال
فاسترسل اليه وقال له:
- «أما علمت أن الملك مقيم وقد عمل [1] على كذا فى أمر الصاحب وهذا دليل على تطاول السفر.» ولم يتمالك أن انصرف واستدعى ركابيا من ركابية القاضي التنوخي وقال له:
- «أين كنتم اليوم؟» فقال: «عند أبى بكر ابن شاهويه.» فكتب إلى عضد الدولة رقعة يقول فيها:
- «كنت عند التنوخي فقال لى كذا وكذا- وذكر انه عرفه من حيث لا يشك فيه- وعرفت أنه كان عند أبى بكر ابن شاهويه وربما كان لهذا الحديث أصل، فإذا ذاع السر فيه فسد ما دبرته فى معناه.» فلما وقف عضد الدولة على الرقعة وجم وجما شديدا وقام من سماط كان عمله للديلم على منابت الزعفران مغيظا واستدعى التنوخي وقال له:
- «بلغني عنك كذا وكذا.» فخجل التنوخي، ثم جمع بينه وبين أبى الفضل الساعي به، فواقفه فأنكره، وأحضر ابن شاهويه وسئل عن الحكاية فأنكرها، وسئل أبو على الهائم [32] عما سمعه فقال:
- «كنت خارج الخركاه وما وقفت على شيء.» فمد وضرب مائتي مقرعة وأقيم فنفض ثيابه وقال:
مخ ۲۹