الذيل علا طبقات الحنابلة

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
17

الذيل علا طبقات الحنابلة

الذيل علا طبقات الحنابلة

خپرندوی

مطبعة السنة المحمدية وصورتها دار المعرفة، بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۳۸۲ ه.ق

د خپرونکي ځای

القاهرة

ثم إن أبا نصر بن القشيرى أخرج من بغداد، وأمر بملازمة بلده لقطع الفتنة. وذلك نفى فى الحقيقة. قال ابن النجار: كوتب نظام الملك الوزير بأن يأمره بالرجوع إلى وطنه، وقطع هذه الثائرة، فبعث واستحضره، وأمره بلزوم وطنه، فأقام به إلى حين وفاته قال القاضى أبو الحسين: أخذ الشريف أبو جعفر فى فتنة أبى نصر بن القشيرى، وحبس أياما، فسرد الصوم وما أكل لأحد شيئا. قال: ودخلت عليه فى تلك الأيام ورأيته يقرأ فى المصحف، فقال لى: قال الله تعالى: (٤٥:٢ ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)﴾ تدرى ما الصبر؟ قلت: لا، قال: هو الصوم. ولم يفطر إلى أن بلغ منه المرض، وضج الناس من حبسه. وأخرج إلى الحريم الطاهرى بالجانب الغربى (^١) فمات هناك. وذكر ابن الجوزى: أنه لما اشتد مرضه، تحامل بين اثنين، ومضى إلى باب الحجرة، فقال: جاء الموت، ودنا الوقت، وما أحبّ أن أموت إلا فى بيتى بين أهلى. فأذن له. فمضى إلى بيت أخته بالحريم. قال: وقرأت بخط أبى على بن البناء قال: جاءت رقعة بخط الشريف أبى جعفر، ووصيته إلى أبى عبد الله بن جردة فكتبها. وهذه نسختها: «مالى - يشهد الله - سوى الحبل والدلو، وشئ يخفى علىّ لا قدر له. والشيخ أبو عبد الله، إن راعاكم بعدى، وإلاّ فالله لكم. قال الله ﷿: (٩:٤ ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ)﴾ ومذهبى: الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، وما عليه أحمد، ومالك والشافعى، وغيرهم ممن يكثر ذكرهم، والصلاة: بجامع المنصور إن سهل الله تعالى ذلك عليهم.

(^١) نسبة إلى طاهر بن الحسين. وبه كانت منازلهم. وسمى «الحريم» لأن من لجأ إليه أمن.

1 / 22