جفنة ملوك الشام القصائد المشهورة ويذكر عظم جفانهم على ما كانت العرب تمدح به في ذلك الزمان فأراد بهاء الدين بهذا البيت لو سمع آل جفنة شعره لأعرضوا عن حسان ووصفه جنفاتهم هذا خطر لي في معنى البيت ثم وثق بعض الفضلاء على ذلك فقال إنما أراد بقوله اضربوا عن ذكر حسان وعن جفناته إشارة إلى قول حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ورثنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرم بنا خالًا وأكرم بنا أبنما
وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وكان بهاء الدين في خدمة الملك الصالح نجم الدين بالشرق فأرسله مرة إلى الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فلما قدمها حضر عنده شعراؤها ومدحوه ومن جملتهم شرف الدين أبو الطيب أحمد بن الحلاوي فلما عاد بهاء الدين إلى مخدومه حضر عنده أصحابه مسلمين عليه وسألوه عن شعراء الموصل فأخبرهم بما جرى وأنشدهم البيت وكان من جملة الحاضرين جمال الدين يحيى بن مطروح ﵀ فلما خرجوا من عنده أرسلوا إلى كل واحد مما استصحبه من الهدية نصيبًا فكتب جمال الدين مع الرسول الذي أحضر نصيبه من الهدية ورقة فيها.
أقول وقد تتابع منه بر ... وأهلًا ما برحت لكل خير
ألا لا تذكروا هرمًا يجود ... فما هرم بأكرم من زهير
وكتب إليه جمال الدين المذكور مرة يستدعي منه درج ورق.