فرأى من حوله من الأفاضل والأعيان أنه قد تحتم عليه القيام بأمر الديان، ووجوب تحمل أعباء الإمامة عليه دون أبناء الزمان، فتوكل على الله وفوض الأمر إليه، واعتمد في جميع أموره عليه، ودعا عن نية صادقة ولمراد الله موافقة، فانجبر بدعوته ما صدعت أيدي الخطوب، وطلعت شمس العدل بعد التناهي في الأفول والغروب، وهبت صبا من الأفراج وجنوب، وظهرت له كرامات دالة على فضله وعلامات من ذلك ما أخبر به الفقيه العلامة، القدوة الصمصامة بدر الدنيا والدين، عين عيون العلماء المجتهدين، نقطة بيكار الشيعة الأمجدين: محمد بن يحيى بن بهران البصري التميمي أنه وجد اسمه -عليه السلام- مكتوبا في هرورة عنب، وأظهر على ذلك من حضر عنده من أعيان زمانه وفضلاء وقته وأوانه، فاعلموا بهذه الكرامة كل أحد، وحملت الهرورة إلى كل بلد، وكان لهذه الكرامة محل عظيم، وموقع عند جميع الناس جسيم، وحصل بها في قلوب الناس القرار، والتطف بها أهل البوادي والأمصار، ولما انتهت الدعوة الميمونة الشارحة للصدور، والقاصمة من أعداء الله للظهور، القاضية عليهم بالويل والثبور، إلى علماء صعدة ونواحيها تلقوها بالقبول والإجابة وأظهروا سربال الانشراح وجلبابه، ودخلوا تحت النواهي والأوامر، [و] أخلصوا له المودة، وصفوا السرائر، واتصلت أيضا بصنعاء، ووصلت كتب سادتها وشيعتها بالإجابة كالسيد الأفضل، روض الحكمة المخضل، المرجوع إليه فيما أشكل من الأمور وأعضل، مجد الملة والدين المرتضى بن القاسم بن إبراهيم، والقاضي الأجل، الأفضل العلامة، العلم الأكمل، طود العلم الأطول، وطراز الشيعة الأهول: عز الدين محمد بن أحمد بن مرغم، وسائر سادات اليمن وشيعتهم خلا أتباع الإمام الوشلي، وشايعوه وبايعوه، واستقرت بعد ذلك القواعد، وسكن كل مضطرب ومائد، وقام الولد مقام الوالد. [شعرا] :
مخ ۱۶۹