[ما آثروك بها إذ قدموك لها
إلا لأنفسهم قد كانت الأثر] [كان -عليه السلام- مشهورا بالعزائم القاطعة، والبراهين الساطعة، والأنظار الثاقبة، والآراء الصائبة، والعلوم الزاخرة، والحلوم الباهرة، ولم يزل -عليه السلام- طالبا للعلوم حتى فاز منها بالمنطوق والمفهوم، بلغ رتبة الاجتهاد، وظفر منها بالمراد، وكان دعوته المباركة الميمونة، التي هي بأنواع الصلاح مقرونة، في كحلان تاج الدين تاسع وعشرين من شهر رجب الأصب من سنة تسعمائة، اليوم الثامن من وفاة حي والده -عليه السلام-، وبايعه علماء اليمن عامة مثل: الإمام الوشلي، والسيد مجد الدين المرتضى بن قاسم، والقاضي العلامة عز الدين محمد بن أحمد بن مرغم من صنعاء، وسائر علماء اليمن والشام، ما خلا عمه السيد صلاح الدين، وولده السيد جمال الدين علي بن صلاح، وسائر أخوته والقاضي أحمد بن محمد بن مظفر؛ لأمور كانت بينهم، شرحها يطول ويحتاج إلى أبواب وفصول، وكان سبب معاندة المذكورين أن دعا الإمام الوشلي عن رأيهم، وكاد أن يستظهر في اليمن على الإمام الحسن -عليه السلام- ثم أنه استظهر عليه، وعلى سائر من ناوأه، ودانت له البلاد وأطاعه العباد، وقمع الله بسيوف نقمته أرباب العناد، وله اليد الطولى في جميع العلوم، وله مصنف عظيم مفيد في علم أصول الفقه سماه: (القسطاس المقبول على معيار المعقول في علم الأصول)، وله مختصر أيضا على (الورقات) في أصول الفقه أيضا، وله رسائل وفتاوي قدر مجلد ضخم، واشتغل في مدته -عليه السلام -بالحروب، وفاته من تصنيف العلوم المطلوب، وكان -عليه السلام-آية باهرة في زمانه، وحكمة ظاهرة في أهل أوانه]، وقد تقدم شرح سيرته -عليه السلام- في شرح ابن الزحيف، فلا فائدة للتكرير لذلك، فيؤخذ من هناك، وله من الأولاد تسعة: محمد، وعز الدين، ومجد الدين، وداود، وأحمد، وأم هؤلاء الحرة المصونة: بدرة بنت القاضي محمد النحوي، [وكانت تسمى أم البنين]، وصلاح، ويحيى، وتاج الدين درج صغيرا، وأمهم الحرة المكرمة: مريم بنت المعافى، والمؤيد واسمه علي، وأمه الحرة المصونة: حورية بنت حسن بن حسين الشقري -رحمهم الله تعالى جميعا وأعاد من بركاتهم آمين- وكانت وفاته [رحمة الله و] نور الله ضريحه بعد فراغه من صلاة الفجر[إماما] يوم الأربعاء لعشر خلون من شعبان سنة تسعة وعشرين وتسعمائة.
مخ ۱۶۵