هو: مولانا الإمام الهادي إلى الحق، أمير المؤمنين: عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد بن جبريل -صلوات الله عليهم- كل بكرة وأصيل، نشأ منشأ آبائه الجحاجحة الكرام، وقفا منهاج أسلافه الأئمة الأعلام، ولم يزل -عليه السلام- مولعا بطلب العلم حتى فاز منه بالأبكار والعون، واطلع على سره المكنون، فأتى بما يشرح الصدور ويقر العيون، ابتدأ طلب العلم في وطنه الميمون، ثم قصد صعدة، فقرأ فيها على مشايخ عدة، وأحسنهم ذكاء وحدة، وأكثرهم في العلوم عدة :القاضي العلامة النحرير، بحر العلم الغزير، جمال الملة والدين، عين عيون الشيعة الأمجدين: علي بن موسى الدواري، أخذ عنه أكثر الفنون، وصنف فيها وما[قد] تم له من السنين عشرون، وله من المصنفات العجيبة الرائقة، والتأليفات الغريبة الفائقة، (شرح المعراج على المنهاج) في أصول الدين، وهو جزءان ضخمان، أكب على قراءته وتحصيله أعيان الزمان، وقصده لسماعه عدة من أهل العلم من نواحي جهران، وذمار، وخبان، واتصل بالصفرا وينبع، وتلك البلدان، وله (شرح على البحر الزخار في فقه الأئمةالأطهار)، سلك فيه أسلوبا عجيبا، وطريقا غريبا لو مد الله له في العمر لجاء هذا الشرح من أبلغ كتب الزيدية، لكنه -عليه السلام- توفي وقد بلغ فيه إلى بعض كتاب الحج، ومصنفه إلى هذا القدر قدر مجلدين ضخمين، وله مصنف فائق فيما يتعلق بالإمامة سماه: (العناية التامة بتحقيق مسائل الإمامة)، وله في علم الطريقة وفن أهل الحقيقة مختصر يسمى: (كنز الرشاد و[زاد المعاد]) وله مختصر أيضا في علم النجوم والحساب مفيد لذوي الألباب، ومنظومة فيه فائقة بليغة رائقة، وله في الفتاوي كتاب مجلد ضخم، معتمد عليه عند ذوي الألباب وأهل المعرفة بعلوم السنة والكتاب، وله في الرسائل المشتملة على جم المسائل كتاب فيه من العلوم المفيدة، والأنظار السديدة، ما لا يحيط بوصفه المقال، ولا يبلغ إلى تصوره كنه الخيال، وجمع من الكتب حول ألف كتاب، منها ما هو بخط يده المباركة قدر نيف وثلاثين مجلدا بخطه المنمنم يزري بالدر المنظم، وله ديوان شعر بليغ من نظمه عليه السلام، ويكفيك أن التعرض لحصر صفاته، وبديع محاسن سماته، يستغرق الأوقات، ويحتاج إلى زبر مجلدات.
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ومن كرمه الجم الذي يغطي على موجات اليم، أنه أسس صائحا يصيح بالناس إلى الطعام المعد في كل وقت للخاص والعام.
مخ ۱۶۱