وتضاحكت أزهار روض كماله
وعلا على أعلى الفخار فخاره فيالك من نسب أضوأ من الشمس المشرقة، ومحتد يحكي الأنوار المؤتلقة، وآباء أكارم أخيار، يستسقى بوجوههم الكريمة صيبات الأمطار، وينوه بذكرهم الركبان في البوادي والأمصار، نشأ عليه السلام منشأ الأئمة الأطهار، وتحلى بأحسن الخلال، واقتفى سيرة آبائه الأبرار، وكانت قراءته عليه السلام على مشائخ عدة، بالهجرة المقدسة وصعدة، ولما فاز من العلوم بالقدح المعلى، ونظم في سلك أهل الفخار الأعلى، وأشير إليه بأنه الأقدم بالإمامة والأولى، دعا إلى الله تعالى يوم الخميس أحد وعشرين من شهر صفر سنة ثمان وخمسين وتسعمائة بالهجرة المقدسة، وبايعه من هناك من العلماء العاملين من أهل البيت وشيعتهم الأكرمين، وقال به الإمام شرف الدين كما قدمناه وشد أزره، وشرح صدره في القيام التام، وأنهضه بما يجب للإمام صنوه السيد المقام الهمام شرف الدين الحسين بن عز الدين، وكان قاضيه بالهجرة المقدسة، وسائر الجهات وجليسه ومؤازره ومعاضده [ومناصره ]: السيد المقام العلامة، القدوة، الصمصامة، صارم الدين: داود بن المهدي بن أمير المؤمنين، وهو أيضا ممن حدقت إليه للقيام بالأمر الأعظم الأعين، ونطقت بفضله ومكارم أخلاقه وحسن شمائله الألسن، وكان داعيه إلى جهات اليمن كبلاد عذر والأهنوم والسودة، وتلك الجهات هو والفقيه الأفضل العلامة الأعمل، عز الدين: محمد [بن علي] بن عمر الضمدي التهامي، وهو أيضا ممن بايع الإمام وقام بما يتوجه له أحسن القيام، وممن بايعه السيد الصدر، سامي القدر [والفخر] علامة أهل البيت الكرام، جمال [الملة و] الإسلام: الهادي بن المهدي بن الإمام، وسائر السادة الأعلام، والشيعة الكرام، واستقر في الهجرة المقدسة، وقرر جميع ما كان يعتاد فيها عن آبائه الكرام وسلفه -عليهم السلام-، وكان ينتقل من الهجرة إلى ساقين، وانساقت له جميع واجبات جهات خولان على الوفاء والتمام، وكذلك واجبات الجهات التي وجه إليها عماله كبلاد الأهنوم ونواحيها، وقبض عماله أيضا الواجبات من ينبع وما يتصل به، وأقام دار ضرب بالهجرة المقدسة، وبعد مدة نهض إلى ظاهر بني حبيب، وطاف تلك الجهات، وفي خلال ذلك طلب منه الأمير ناصر بن أحمد الحمزي أن يعطيه شيئا من الحب معلوما رغم أنه يعتاده من بلاد خولان، فامتنع الإمام عن ذلك، ووصل من الظاهر إلى ساقين، وجهز محطتين:
مخ ۱۹۴