ما ذا على ضيغم أمضى عزائمه
إن خانه حد أنياب وأظفار فعاد جوابه بالإلزام لهم [بتمام ما لمح إليه]، وعول عليه، فحينئذ نظروا فيمن ينصبونه للإمامة، ويحمل أعباء الرئاسة والزعامة، فتردد منهم النظر فيما بين السيدين الأفضلين العلامتين الأعملين: شمس الدين أحمد بن عز الدين، وعز الدين محمد بن يحيى بن أحمد بن أمير المؤمنين، وربما قد كان ذكر الإمام- عليه السلام- أنهم لا يعدلون بالإمامة عن أحدهما، فرجح الحاضرون [قيام الإمام أحمد بن عز الدين] لأمور انتظمت له في الوقت مما يرجع إلى قوام الإمامة، وإن كان السيد [العلامة] عز الدين هو الوحيد في دهره والفريد، وما على ما هو عليه من العلم والحلم والكمال مزيد، فانتصب للإمامة حينئذ، وأجابوا على الإمام شرف الدين بذلك فشكرهم على ما صنعوه، واستحسن ما فعلوه، وسيأتي بيان سيرة الإمام أحمد بن عز الدين إن شاء الله -تعالى-.
تنبيه:كان في آخر مدة الإمام شرف الدين-عليه السلام- نقائض أوجبت تكفكف ولا يته وتقلصها على أكثر البلاد، منها: قصة ولده السيد المقام الهمام، فخر الدين: المطهر بن الإمام، حتى آل الأمر إلى أن حصل بينه وبين والده مناوشة حرب بعد أن انتقل المطهر إلى ثلاء، ولم يزل ينضاف إليه من ينضاف من إخوته حتى كاد أمرهم يجتمع على حرب والدهم، وأخضع معهم ولده السيد العلامة، جمال الدين: علي بن الإمام، وقد كان مباينا لهم في حق والدهم بآرائه، ما خلا السيد المقام جمال الدين شمس الدين بن الإمام فإنه استمر على بره وطاعته، فحصل بين الإمام وولده علي معاتبة، ووجه إليه والده قصيدة حمينية يتعطفه بها، منها:
مخ ۱۸۷