وصفت بك الدنيا فشب كبيرها ... في إثر ما قد كان شاب وليدها
ما كان أجمد قبل نوئك بحرها ... فالآن فجر بالندى جلمودها
فارتاح بيتك في أباطح مكةٍ ... لمعاد أيام دنا موعودها
لمواكب صهلت إليك خيولها ... وكتائب هفقت عليك بنودها
شغفًا بدعوتك التي قد طالما ... عمرت تهائمها بها ونجودها
حتى ارتقت من المنازل رتبةً ... عزت بها غر الرجال وصيدها
في قبة الملك التي صنهاجة ... وزناتة أطنابها وعمودها
صدقتك أيام النزال سيوفها ... ضربًا وفي يوم النفار عهودها
يا ساعة مقطوعةً أرحامها ... لا البر شاهدها ولا مشهودها
يومًا أذل كرامه للئامه ... وسطت بأحرار الملوك عبيدها
وتواكلت أبطالها في كربةٍ ... عيت بها ساداتها ومسودها
لا يهتدي سمت النجاة دليلها ... دهشًا ولا وجه السداد سديدها
حتى طلعت لهم بأسعد غرةٍ ... طلعت عليهم في السماء سعودها ومنها:
واستودعوا جنبي شرنبة وقعةً ... هز الجبال الراسيات رعودها
دلفوا إلى شهابء حان حصادها ... وطلى رؤوس الدارعين حصيدها