ما قد شرحته وأوضحته - فليجرني من قبول حديث هذا الخبيث في، وإصغائه إلى كذبه علي، وليجر نفسه من عاديته، وينظر من وجه فائدته، يجده أشقى الأشقياء، وأضعف الضعفاء. إنما هو لطبخ إكسير، أو لشد قصدير، أو لنقش في ذكير، أو لادعاء أعمال، لو لتغشيةٍ مثقال، أو إقامة طلسمات، وهو خلي من ذلك كله، والحقيقة نائية عنه، والشعوذة غير مستملحة منه، لبرد طباعه، وقصر باعه؛ وإنما هي لأديب ظريف، ذي فهم لطيف. فأما هو فأبرد من ثلجة، وأشد عفوصةً من عفصةٍ فجة، إذا تقبض أنفه، وشمخ طرفه. ولولا أن المولك لا تتهادى بالوضيع، ولا تعتمد في تحفها غير الرفيع، لرأيت أن تهديه إلى البلينة ملكة البحر، والقيمة بالأمر، لينصرف البارد إلى عنصره، وعسى أن يخرجه البحر بعد حين في عنبره، فيكون أحر قليلًا، وأهدى إلى ذلك سبيلًا؛ ولولا أن وصف هذا الخبيث داخل في معاتبة الموفق، لما ارتضيت سوقه، ولا غشيته من كلامي روقة، فإنما يتعاتب الأكفاء، ويتمازح الأخلاء.
@فصول قصار اقتضبتها من طويل كلامه
فصل: جلا الشكوك بيقينه، واستنبط معرفة الأعمال من شئونه؛ وقسم ليله نصفين: نصفًا للتلاوة، ونصفًا للسياسة؛ ويومه شطرين: