192

ډاخيره په محاسن اهل جزيره كې

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

ایډیټر

إحسان عباس

خپرندوی

الدار العربية للكتاب

د خپرونکي ځای

ليبيا - تونس

أقلاه فاحملاه على أعناقكما، وسوقا به سوقًا رفيقًا أحسن مساقكما. فلفا أعضاد هما لفًا، ووصلا أذرعهما بأعناقهما وصلا، وامتطيت العاتق الكريم، على عين الملك الزعيم، امتطاء امتنان، لا امتطاء امتهان، ومرا بي حتى أنزلاني بين يدي السيدة، وإليها أمر كل قيمة؛ فاستوت بي على سريرها، وعلى مفرقها إكليل من مهابة أميرها؛ فلا أنسى ذلك البهاء في ذلك البهو، وذلك الحسور إليّ من قناع الزهو، وطار الخبر بقدومي في مقاصير العقائل، وحجرات الكرائم؛ فأرقلن من تلك المصانع، تطير بهن أجنحة الصنائع، فيا لها من كسى وخلع، وغرائب وبدع! وأمرت السيدة بألف تحمل معي عن نفسها، وثلاثة آلافٍ عن سيدها، فانصرفت بالغنى، من ذلك الجنى، ولم أصرف إلى المنصور حتى صرت عند أبي، وقد ظننت أنه متجاف عنه لي، أو تارك منه معي؛ وكانت لي فيه آمال، من التوزيع على الخدمة والعمال، من الصبيان وصبايا الجيران. أمر ففرق منه على بطانته، وأشار بحمل باقيه إلى خزانته، فظللت واجمًا، وطفقت راغمًا، أطفئ جمرتي فتذكو، وأخفي من لوعتي فتبدو. وبلغ ذلك المنصور، سفوجه نحوي بخمسمائة دينار، وأقسم على أبي بحياته ألا يمنعني منها، وأن يدعني بحكمي فيها؛ فبادرت بالركب والرجل، وأخذت في العطاء والبذل، وحبوت بأجزل الحباء، والخيل إذا ذاك نخب من قصب، والدرق قشور من خشب، فيومي مذكور في منية المغيرة إلى الآن، إذ كان مسكننا بدار ابن النعمان.

1 / 196