وله عنه إليه أيضًا: ويجب أن تزيد في رتبتك، وتهذب جمال جهتك، وتسعى في توفير محاسنك، وتكثير مناقبك؛ وإن كنت بحمد الله ومنه كامل الأدوات، كثير الحسنات؛ ولكن الزيادة من فضل الله محبوبة من النجباء، مطلوبة من النبلاء؛ وأنت صدرهم السابق وهاديهم المبرز؛ وقد نبذنا إليك في كتابنا مع فلان نبذةً لم نضعها دون غاية البيان، ولم يسعنا إلا إيضاح الدليل وإقامة البرهان.
وله عنه إلى منذر بن يحيى: وأما أمر عليّ بن حمود فعلى ما أعلمناك به من الضعف والوهن، وإنما يطمع في من عندنا والله يبطل طمعه، وقد أوحشنا بطء أخبارك عنا، وإن كنا لا نشك في أنك على جميع ما تصرفت به، وفي كل ما تقلبت فيه، كما نحبه ونهواه، فذاك حظك منا، وموقعك من ثقتنا، وعلى ذلك فإن بواعث الإشفاق جمة، وعوارض التوقي كثيرة، وقد توالت المحن، وطالت الفتن، ونجم النفاق، وشاع الخلاف أهواء أوليائنا.
وله من أخرى إلى ابن صمادح: وإن للبغي مصارع لا تعدو أهله، وللنكث عواقب لا تخطى معتقده، وقد علمت الكافة ما أولاه أمير المؤمنين فلانًا من إحسانه، وأفاضة عليه من معروفه، فرفعه من الحضيض، وانتعشه عند الجريض، ونوه به بعد الخمول، وكثرة وهو قليل، فلم يشكر الله نعمة، ولا وفى له بذمة، وظل يبني الغدرة على غير أسٍ فخر بناؤه، وانتضل في الرميات في غير هدف فصافت سهامه