178

ذخائر العقبه په مناقبو کې د نژدې خلکو

ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى

صلاة وكان القتلى سبعين فلما فرغ منهم نزل قوله تعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة) إلى قوله (واصبر وما صبرك إلا بالله) فصبر ﷺ ولم يمثل بأحد.
خرجه الغساني.
وعن عبد الله بن مسعود قال ما رأينا رسول الله ﷺ باكيا قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب لما قتل وقتل إلى جنبه رجل من الانصار يقال له سهيل قال فجئ بحمزة وقد مثل به فجاءت صفية بنت عبد المطلب بثوبين لكفنه فقال رسول الله ﷺ دونك المراة فردها فأتاها الزبير بن العوام فقال يا أمه ارجعي فقالت إليك عنى لاأم لك قال إن رسول الله ﷺ أمرنى أن أردك قال فانصرفت ودفعت إلى الثوبين قال فأقرع رسول الله ﷺ بينه وبين سهيل فأصاب سهيلا أكبر الثوبين فكفنه رسول الله ﷺ وسلم بالصغير فكان إذا مده على وجهه خرجت قدماه وإذا مده على قدميه خرج وجهه فغطى النبي ﷺ وجهه ولف على قدميه ليفا واذخرا ووضعه في القبلة ثم وقف صلى الله عليه
وسلم على جنازته وانتحب حتى نشغ من البكاء يقول يا حمزة يا عم رسول الله وأسد الله وأسد رسوله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب عن وجه رسول الله قال وطال بكاؤه قال فدعا برجل رجل حتى صلى عليه سبعين صلاة وحمزة على حالته.
خرجه ابن شاذان وقال غريب.
(شرح): النشغ: الشهيق حتى يبلغ به الغشى.
وروى ابن اسحق أن الزبير لما قال لصفية إن رسول الله ﷺ يأمرك أن ترجعي قالت ولم وقد بلغني انه قد مثل بأخى وذلك في الله فما أرضانا بما كان في ذلك لاحتسبن ولاصبرن إن شاء الله تعالى فلما جاء الزبير وأخبر رسول الله ﷺ بذلك قال خل سبيلها فأتته فنظرت إليه فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر به ﷺ فدفن.
وعن ابن مسعود قال إن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله تعالى (منكم من يريد الدنيا - الآية) فلما خالف أصحاب رسول الله ﷺ وعصوا ما أمروا أفرد رسول الله ﷺ في سبعة من الانصار ورجلين من قريش وهو

1 / 181