221

ذيل تاريخ بغداد

ذيل تاريخ بغداد

ایډیټر

مصطفى عبد القادر عطا

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

د حدیث علوم

وكان إذا أكثر من البكاء يعتذر الى الحاضرين ويقول: قد كبر سني ورق عظمي فلا أملك دمعتي - نفيا لاظهار الخشوع وخوفا من الرياء وسترا لحاله، وكان الله سبحانه قد ألبسه رداء جميلا من البهاء وحسن الخلقة وقبول الصورة ونور الطاعة وجلالة العبادة، فكانت له في القلوب منزلة عظيمة، يحبه الكبير والصغير والرجال والنساء، وكان الرجل إذا رآه انتفع برؤيته قبل سماع كلامه، فإذا تكلم كان البهاء والنور على ألفاظه، وتقبلها الاسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته، ولقد طفت شرقا وغربا، ورأيت الائمة والعلماء والزهاد، فما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة ولا أحسن سمتا، صحبته قريبا من عشرين سنة ليلا ونهارا، وتأدبت به وخدمته، وقرأت عليه القرآن بجميع مروياته وقراءاته، وسمعت منه أكثر مروياته، وقرأت عليه

الكتب المطولات، واستفدت منه كثيرا، وكان ثقة صدوقا حجة (1) نبيلا، ركنا من أركان الدين، وعلما من أعلام المسلمين.

سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي (2) والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي وخلق من الائمة الكبار ورووا عنه وهو حجة.

مخ ۲۱۵