د سپوږمۍ په زر انګازو کې د پاچاهانو د تربیت
الذهب المسبوك في وعظ الملوك
ژانرونه
قال يا عليان: ما تقول في القضاء والقدر؟ فقال: ما لولد مولود وشيخ مفقود وجسم مكدود وعقل غير موجود بعيد عن المعرفة عيي عن الجواب، عم عن الصواب: إلى من السموات منشآت بقدرته والشمس من شعاع أنوار عظمته والجن والإنس من حسن صنعته والطير من إتقان حكمته، وكل شيء داخل في علمه، وجار عليهم حكمه، لا يعزب عنه معرفة شيء منه، وكل صغير وكبير، ففي أم الكتاب عنده يكفر نعمته ويجحد ربوبيته ويريد أن يشاركه في علمه ويتعقب عليه في حكمه فيحكم عليه بعقله.
فأفلس إبراهيم النظام ولم يحر جوابا، ووقف باهتا، وخشي الفضيحة بين يدي المأمون، فقال له عليان: ما تقول في العرش؟ فقال: شيء مكنون وعلم مخزون، فقال له: فتحده وتصفه؟ فقال له إبراهيم: ومن يحده وهو من وراء الحجب؟ ومن يصفه وقد استوى عليه ربه وخالقه؟ كيف شاء، تعالى وتقدس اسمه، الفاطر المبدع بغير مثال احتذاه ولا شبه حاكاه، بل قال كن فكان كما شاء وكيف شاء بلا حد يوصف ولا كيف يعرف فقال له إبراهيم : هذا يخالفك على ما تقول، وأومأ بيده إلى الذي يقول بالدهر لينجو هو من مناظرته فقال: ما يقول هذا؟ قال: يقول ليل ونهار وفلك دوار وسماء خالية بلا جبار، فقال يا إبراهيم هذا كافر وكلامي معك ومخاطبتي لك، لا أعرف هذا أخبرني: من ذا الذي أمر النطفة أن تسببت من غشاء قرقر اليافوخ وعروق الدماغ وأطراف الشعر وخلصها من شراسيف الصدر، ونياط حجاب القلب، فتسببت وانسكبت في تابوت حقو أبيك ثم عادت من بعد الحمرة إلى البياض، ومن ألهم أباك الشهوة فأمر الجوارح بالحركة حتى أفضى الفرج إلى الفرج فصرت نطفة في قرار مكين إلى قدر معلوم، وجعل النطفة علقة وجعل العلقة مضغة وجعل المضغة عظاما رقيقا ثم كسا العظم لحما ثم أنشأك خلقا آخر؟ قال: الله تعالى.
مخ ۲۲۹