أخرجوني -على مثل حاله الأولى- فبينما هو يسر إذا هو برجل هرم قد أصابه الهرم ولعابه يسيل من فمه.
فقال: ما هذا؟
فقالوا: هذا رجل به هرم.
قال: يصيب ناسا دون ناس؟ أو كل خائف له إن هو عمر؟
قالوا: كل خائف له.
قال: أف لعيشكم. هذا عيش لا يصفوا لأحد.
فأخبر بذلك أبوه، فقال:
احشروا عليه من كل لهو وباطل.
فحشروا عليه، فمكث حولا ثم ركب على مثل حاله فبينما هو يسير إذا هو بسرير تحمله الرجال على عواتقها.
فقال : ما هذا؟
قالوا: رجل مات.
قال لهم: وما الموت؟
ائتوني به، فأتوه، فقال:
أجلسوه؟.
فقالوا: إنه لا يجلس.
قال: كلموه؟
قالوا: إنه لا يتكلم.
قال: فأين تذهبون به؟
قالوا: ندفنه تحت الثرى.
مخ ۱۵۳