أشي هو لك لم يزل ولا يزول، أم هو شيء كان لمن هو قبلك زال عنه فصار إليك وكذلك يزول عنك؟.
فقال: لا : بل كان لمن كان قبلي فزال عنه وصار إلي وكذلك يزول عني.
قال: فسررت بشيء تذهب عنك لذته وتبقى تبعته عليك تكون فيه قليلا وترتهن فيه كثيرا طويلا.
فبكى وقال له: فأين المهرب؟
قال: إلى أحد أمرين: إما أن تقيم فتعمل بطاعة ربك، وإما أن تلقي عليك أمتعتك ثم تلحق بجبل وتفر من الناس وتقيم وحدك تعبد ربك حتى يأتيك أجلك.
قال: فإذا فعلت ذلك فما لي؟
فقال: حياة بلا موت، وشباب بلا هرم، وصحة بلا سقم، وملك جديد لا يبلى.
فقال له: أيها الحكيم: وكل ما أرى إلى فناء وزوال؟
قال: نعم.
قال: فأي خير فيما بقي؟!
والله لأطلبن عيشا لا يزول أبدا، فانخلع من ملكه ولبس الأمساح وسار في الأرض. وتبعه الحكيم ، فعبد الله حتى ماتا.
وهو الذي يقول فيه عدي بن زيد الشاعر:
مخ ۱۴۷