123

دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة

دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة

ژانرونه

عن ابن عباس –﵄ "أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ بِهَا وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ يَعْنِي الْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ " (١) . وجه التعارض: إن من ينظر في هذه الأحاديث يجدها تتعارض فيما بينها، فالحديث الأول وهو حديث أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله ﷺ كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي ﷿، فدل هذا على أن التخليل أمر من الله، والأمر يدل على الوجوب. وحديث ابن عباس ﵄ في وصف وضوء رسول الله ﷺ لم يذكر فيه تخليل اللحية. قال الشوكاني:" إن الغرفة الواحدة وإن عظمت لا تكفي غسل باطن اللحية الكثة مع غسل جميع الوجه، فعلم أنه لا يجب" (٢)، ومن هنا جاء التعارض بين هذه الأحاديث. أقوال العلماء في درء التعارض:

(١) أخرجه البخاري (١/٢٤٠، ٢٤١)، وأبو داود (١/٣٤)، وأخرجه مختصرا الترمذي (١/٦٠)، والنسائي (١/٦٢)، وابن ماجة (١/١٤٣) مختصرا، وأحمد (٤/١٣٤) (٣/٣٤٣)، والحاكم (١/١٥٠)، وابن خزيمة (١/٨٨)، وكذا أخرجه ابن حبان (٢/٢٠٥)،والبيهقي (١/٥٣)، والطيالسي ص٣٤٧. (٢) نيل الأوطار ١/١٤٨.

1 / 123