Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

Isa Al-Naami d. Unknown
65

Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

خپرندوی

مکتبة دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٥ م

د خپرونکي ځای

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

ژانرونه

قولُ مَن رَدّ هذا الحديث وعارضه بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الزمر: ٧] ...) (^١) وهذا التقرير هو على تَقْدير التسليم بأن ظاهر الحديث هو ما ظنه. والحقيقة: أن ظاهره لا ينافيه العقل؛ فضلًا عن الدلائل النقلية. والذي ظنه منافيًا لهذا الظاهر، ليس هو مدلوله ولا ظاهره. بيان ذلك: أنّه قَصَرَ معنى العذاب على العقاب. والصواب: أَنَّ العذاب أَعمّ من العقاب؛ فكل عِقابٍ عذاب، لا العكس. ومما يبرهن على هذه الدَّعوى الدَّلائل التالية: - تسمية الله تعالى على لسان أيوب ﵇ ما ابْتَلِى به عبدَه عذابًا فقال: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١)﴾ ص: ٤١ والعذاب هنا بمعنى: الضُرّ في بدنه، وأهله الذي ابتلاه الله به (^٢)، لا على سبيل العقوبة له ﵇؛ وإنما ابتلاءٌ له. ومن البراهين الدالة على بطلان قصر مفهوم العذاب على العقاب: ما صح عن النبي ﷺ من حديث أبي هريرة ﵁ أنه قال: (السَّفرُ قطعةٌ من العَذَابِ يمنع أَحدكم طعامَه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نَهْمَتَهُ من سَفَرِه فَلْيعجِّل بالرجوع إلى أهله) (^٣) فَسَمَّى النبي ﷺ السَّفر قطعةً من العذاب. ومن المعلوم أنه إنما أراد الألم الحَاصِلَ للمسافر على جهة العِقَاب. ومن براهين ذلك أيضًا: أن من العقوبات ما يصيب غيرَ المعاقب؛

(^١) "فتح الباري" (٣/ ١٩٧ - ط دار السلام) (^٢) انظر: "جامع البيان" لابن جرير (٢٠/ ١٠٦ - ١٠٧ - ط دار هجر)، و"معاني القرآن وإعرابه" للزجاج (٤/ ٣٣٤) (^٣) رواه البخاري في كتاب: "العمرة" باب "السفر قطعة من العذاب" (٣/ ٨ - رقم [١٨٠٤])

1 / 66