269

Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

خپرندوی

مکتبة دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٥ م

د خپرونکي ځای

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

ژانرونه

فهو صدق من الجهتين، وإن قصد خلاف الواقع وقَصَد مع ذلك إفهام المخاطب خلاف ما قصد، بل معنى ثالثًا لا هو الواقع ولا هو المُراد = فهو كذب من الجهتين بالنسبتين معًا.
وإن قصد معنى مطابقًا صحيحًا، وقصد مع ذلك التعمية على المخاطب وإفهامه خلاف ما قَصَده = فهو صدق بالنسبة إلى قصده، كذب بالنسبة إلى إفهامه.
ومن هذا الباب التورية والمعاريض، وبهذا أطلق عليها إبراهيم الخليل ﷺ اسمَ الكذب، مع أنه الصادق في خبره، ولم يخبر إلَاّ صدقًا ..) (^١)
لكنَّ هذا الجواب، قد أُورد عليه عدة اعتراضات:
الأول: أنَّ النبي ﷺ أطلق على تلك الكلمات "كذبات" وكذا إبراهيم ﵇ أطلق على ذلك كما في حديث الشفاعة: (إنِّ ربي قد غضب اليوم ... وإني كنت كذبتُ ثلاثة كذبات) (^٢) فاتفاق الخليلين محمد ﷺ وإبراهيم ﵇ على نعتها بذلك = يدفع قول من قال أنها معاريض لا شائبة للكذب فيها.
ومما يؤكد ذلك:
الثاني: ما عُلِم من توقير وتعظيم نبينا محمدٍ ﷺ لأَبيه إبراهيم ﵇، فقد صحَّ عنه أنه قال: (نحن أَحق بالشكِّ من إبراهيم ﵇ (^٣)

(^١) "مفتاح دار السعادة" (٢/ ٣٩٥ - ٣٩٦)، وانظر: " المحرر الوجيز" لابن عطية (١٥٨١)، و"الاستغاثة" لابن تيمية (٤٠٨ - ٤٠٩)
(^٢) أخرجه البخاري كتاب"التفسير" باب " ﴿ذريَّة من حملنا مع نوح إنَّه كان عبدًا شكورًا﴾ " (٩٨٧ - رقم [٤٧١٢])، ومسلم كتاب "الإيمان" باب"أدنى أهل الجنة منزلة" (١/ ١٨٥ - رقم [١٩٤])
(^٣) أخرجه البخاري كتاب "أحاديث الأَنبياء" باب "قوله: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ﴾ .. " (٦٩١ - رقم [٣٣٧٢])، ومسلم كتاب "الإيمان " باب"زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلَّة" (١/ ١٣٣ - رقم [١٥١])

1 / 281