إسلام خولان في شهر شعبان من السنة العاشرة للهجرة قدم وفد خولان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلنوا إسلامهم وإيمانهم بالله وبرسوله، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وآله عن صنمهم « عميانس » فأخبروه أنهم يتحاشونه كما يتحاشون الجربى، وأن الله أبدلهم به الأحكام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله، ووعدوا النبي صلى الله عليه وآله بأنهم سيكسرون صنمهم فور عودتهم. ثم إنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن أحكام دينهم فأجابهم صلى الله عليه وآله، وأمر الصحابة بتعليمهم القرآن والأحكام، وأمر لكل واحد منهم باثنتي عشرة أوقية ونصف الأوقية. فلما عادوا إلى ديارهم، بادروا إلى صنمهم فكسروه قبل أن يحطوا رحالهم عن الرواحل، ثم إنهم أحلوا ما أحل لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وحرموا ما حرم.(20)
قبيلة أشعر
ذكر علماء الأنساب أن نسب هذه القبيلة القحطانية كالتالي:
نبت الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
تسكن قبيلة أشعر في منطقة تهامة مع عدد من القبائل الأخرى، يقطن الأشعرون في منطقة وادي ملح غرب السراة. ومن مدنهم زبيد والحصيب وميناء غلافقة والقحمة على ساحل البحر الأحمر، وتتصل أراضي
الأشعرين ب « عك »، حيث يرتبط الأشعرون بهم بروابط سببية وثيقة.
وكان الأشعرون وعك قد ساروا إلى مكة مع جيش أبرهة الحبشي في واقعة الفيل المشهورة. وتنتمي أم أبي موسى الأشعري إلى قبيلة عك. ونظرا لهذا التلاحم بين القبيلتين قدم وفد الأشعرين إلى المدينة ومعهم رجلان من عك، وكانت هاتان القبيلتان في صف واحد في حروب الردة. ويظهر من عدم إرسال عك وفدا خاصا إلى المدينة أنهم كانوا تابعين للأشعرين.
مخ ۹