والخلاصة أن عدد النزاريين في كلا الجيشين كان يفوق نظائرهم من اليمانيين؛ أما اليمانيون الأقل عددا فكانت نسبة تواجدهم في جيش أمير المؤمنين عليه السلام أكبر من أمثالهم في جيش الناكثين.

ولهذا نرى أن متابعة القبائل لأمير المؤمنين عليه السلام وللناكثين لم يكن على أساس قبلي، لأن أكثر قتلى جيش الناكثين كانوا من أزد اليمن وبني ضبة المضريين، وأكثر قتلى جيش أمير المؤمنين عليه السلام في البصرة وفي حرب الجمل كانوا من عبدالقيس وربيعة.

ويجدر أن نشير إلى بعض الأمور المهمة:

1 أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يختار على كل قبيلة قائدا منها.

2 أن الانتماء الجغرافي للقبائل أي انتماءها إلى الكوفة أو البصرة قد جرى لحاظه هنا لأول مرة في التاريخ الإسلامي، علاوة على معيار الانتماء القبلي.

3 أن قبائل الكوفة والبصرة التي حملت الاسم نفسه اصطفت أمام بعضها في حرب الجمل، فقد وقف أزد الكوفة مثلا بقيادة مخنف بن سليم الأزدي في مقابل أزد البصرة بقيادة صبرة بن سليمان؛ وفي هذا تأكيد على أن المعيار الحاكم في حرب الجمل قد تجاوز المعيار القبلي.

4 أن اصطفاف القبائل في الجبهتين تبعا للعقيدة ولبعض العصبيات الجاهلية كان مشابها للمنافسات الواقعة بين الجماعات والمناطق المختلفة

مخ ۸۲